السيسي يشهد حصاد القمح وتدشين “مستقبل مصر الصناعية”
استصلاح 500 فدان في سينا وتوفير 500 فرصة عمل لـ500 أسرة

في خطوة جديدة تعكس الطموح المصري نحو تحقيق الأمن الغذائي وتوسيع الرقعة الزراعية، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، انطلاق موسم حصاد القمح من داخل مشروع “مستقبل مصر” للإنتاج الزراعي، الواقع في منطقة الضبعة. لم تكن الزيارة مقتصرة على الحصاد فحسب، بل تخللتها أيضًا لحظة فارقة بتدشين المرحلة الأولى من مدينة “مستقبل مصر الصناعية”، في إشارة واضحة إلى الربط بين الزراعة والصناعة في استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة.
500 ألف فدان في سيناء: مهمة وطنية تتطلب تكاتف الجميع
خلال كلمته، وجّه الرئيس السيسي نداءً مباشرًا لكل الجهات المعنية، مؤكدًا أن نجاح خطة استصلاح 500 ألف فدان في سيناء هذا العام يتطلب عملاً جماعيًا بين المحافظين ووزارات الكهرباء والري والزراعة والتنمية المحلية. وأوضح أن فارق التوقيت في التنفيذ بين هذا العام والعام المقبل يعني فرقًا كبيرًا في العائد، داعيًا إلى تسريع الخطى والتنسيق الكامل.
مليارات استُثمرت في البنية التحتية من أجل سيناء
أشار الرئيس إلى حجم الاستثمارات التي تم ضخها بالفعل في سيناء، من شبكات طرق وأنفاق وسكك حديدية وخدمات كهرباء، مؤكدًا أن هذه البنية التحتية لم تُنشأ فقط لربط المناطق، بل لتخدم مشروعًا أوسع يخص حياة الناس. وشدد على أن المستفيدين الأساسيين من هذه المشروعات سيكونون أبناء سيناء، إلى جانب سكان الدلتا الذين سيصلهم الإنتاج الزراعي لاحقًا.
مشروع سبتمبر: 800 ألف فدان جديدة تدخل الخدمة
كشف الرئيس عن خطط طموحة لإدخال 800 ألف فدان إضافي إلى الخدمة الزراعية بحلول سبتمبر المقبل. وأكد أن الأعمال التمهيدية للبنية التحتية جارية على قدم وساق، ومن المتوقع الانتهاء منها في يناير المقبل. كما دعا القطاعين العام والخاص إلى التعاون من أجل تجهيز هذه الأراضي للزراعة في أقرب وقت ممكن.
الزراعة تُغيّر حياة مئات الآلاف من الأسر
واحدة من أبرز الرسائل التي حملها حديث الرئيس كانت الأثر المباشر لهذه المشروعات على حياة المواطنين. حيث أوضح أن استصلاح 600 ألف فدان يعني توفير فرص عمل لـ600 ألف شخص، أي ما يعادل إعالة 600 ألف أسرة بدخل شهري لا يقل عن 7 آلاف جنيه. وأكد أن هذا الهدف الإنساني والاجتماعي لا يقل أهمية عن أي أبعاد اقتصادية.
دعوة صريحة للمستثمرين: الأرض جاهزة.. ابدأوا الزراعة
وخلال اللقاء، وجّه السيسي رسائل مباشرة للمستثمرين قائلاً: “الأرض متاحة، ولا تحتاج إلى شيء سوى أن يبدأ المستثمر في الإنتاج”. وأكد أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا في تجهيز هذه الأراضي، وأنها ستدعم كل من يقرر المساهمة في هذه النهضة الزراعية، سواء من خلال الإيجار أو حق الانتفاع أو التمليك.
الكهرباء: العصب الحقيقي للزراعة الحديثة
أكد الرئيس أن أي مشروع زراعي ضخم لا يمكن أن يعمل بدون طاقة، مشيرًا إلى أن توصيل الكهرباء لمليون فدان يحتاج إلى عشرات المليارات من الجنيهات. وأوضح أن البنية التحتية لكل فدان تُكلّف الدولة نحو 300 ألف جنيه، مما يعني أن زراعة مليون فدان تحتاج إلى نحو 300 مليار جنيه، وهو تحدٍ ضخم لكنه ضروري لمستقبل البلاد.
التحديات كبيرة.. لكن الدولة ماضية في طريقها
اختتم الرئيس كلمته بتأكيد العزيمة والإصرار، مشددًا على أن النجاح في استصلاح الأراضي الصحراوية ليس أمرًا يسيرًا، لكنه ليس مستحيلاً أيضًا. وأشار إلى أن من سبقونا لم ينجحوا لأنهم لم يمتلكوا نفس الإرادة والقدرة على التنسيق بين أجهزة الدولة، مشددًا على أن الدولة الحالية مصممة على استكمال الطريق حتى النهاية.