أسرار خفية وخدعة مرعبة.. كيف كانت المخابرات برئاسة صفوت الشريف سببا في تدمير علاقة السندريلا والعندليب؟
أسرار تجنيد السندريلا في المخابرات المصرية في عهد صفوت الشريف وصلاح نصر

مازالت اسطورة حب العندليب والسندريلا تحمل في طياتها أسرار وخبايا وحكايات عديدة، فقد انتقل الأثنين إلى العالم الآخر وأخذا معهما الحقيقة التي أصبحت من جديد هي حديث الساعة على الرغم من مرور سنوات عديدة على رحيلهما.
وتعتبر قصة زواج عبد الحليم حافظ من السندريلا سعاد حسني هي من أبرز القصص والقضايا في الساحة الفنية هذه الآيام، والسبب يرجع إلى رسالة مكتوبة بخط سعاد حسني تثير الجدل حول حقيقة الزواج منه، نشرتها أسرة عبد الحليم حافظ.
خبايا وأسرار زواج وانفصال العندليب والسندريلا
وتعود قصة زواج العندليب إلى عام 2016، حينما كشفت جنجاة شقيقة الفنانة سعاد حسني وثيقة زواجها العرفي من عبد الحليم حافظ، وهو ما آثار ضجة واسعة وقتها، حيث أنها سردت في كتابها “أسرار الجريمة الخفية”، الكثير من الخبايا حول ذلك الزواج وسبب الانفصال.
وأكدت شقيقة سعاد حسني في كتابها أن المخابرات العامة المصرية هي السبب في الانفصال بينها سعاد وحليم، حيث استطاعت المخابرات التوقيع بينهما بعدما حاولت تجنيد سعاد حسني حيث قالت: لقد قاموا بنشر شائعات تشهير بأخلاق سعاد في بعض الصحف، وأشارت جنجاه إلى أن (الشك) من الصفات الطبيعية لعبد الحليم وهنا بدأ يراقبها.
عبد الحليم ينقذ حبيبته من يد المخابرات
تابعت جنجاه عبد المنعم في كتابها: “وقالت إن سعاد حسني كانت تخشى إخبار عبد الحليم الحقيقة حول محاولة تجنيدها خوفاً عليه أن يصيبه مكروه وأن يتركها، ولكن بعد الضغط عليها قررت السندريلا أن تعترف لزوجها بالحقيقة وذلك بعد أن علمت إن علاقته قوية بالمشير عبد الحكيم عامر، وروت له القصة كاملة طالبه منه أن يساعدها المشير عبد الحكيم، وبالفعل ساعدها وطلب من جهاز المخابرات استبعادها من التجنيد، وبعدها إنفصل عنها حليم بعد 6 سنوات زواج”.
كما أكدت جنجاة في كتابها أن عبد الحليم حافظ كان قد شعر بالندم بعد ذلك بسبب ظلمه للسندريلا، وأراد أن يعود لها ويتزوجها رسمياً ويعلن ذلك ولكنها رفضت لأنها احتاجته وهو تركها.
السندريلا والمخابرات المصرية في عهد صلاح نصر وصفوت الشريف
هذه الحكاية تجعلنا نستعيد القصة الكاملة للسندريلا مع المخابرات في عهد رئيسها ” صلاح نصر” وصفوت الشريف، الذي استغل سعاد حسني وحاول تجنسدها بطرق غير شرعية كغيرها من الفنانات في ذلك العهد.
وفي التحقيقات مه صفوت الشريف قد روى ما حدث وننقل لكم في السطور التالية اعترافات صوت الشريف عن تجنيد سعاد حسني.
اعترافات صفوت الشريف بتجنيد سعاد حسني
وقال صفوت الشريف في اعترافاته: “كان هناك عملية خاصة بالممثلة سعاد حسني تمت في حوالي أكتوبر أو نوفمبر 1963، حيث أتصل بي حسن عليش وطلب مني إجراء عملية كنترول عليها كما أصدر نفس الأمر لمحمود كامل شوقي وكان الأخير قد اقترح من حوالي شهرين سايقين على حسن عليش أن يتم تجنيد بعض السيدات من الوسط الفني للعمل معنا ضمن خطة لتوسيع قاعدة المندوبات”
وأكمل: “وكانت سعاد حسني ضمن الأسماء المقترحة ولكن حسن عليش وقتها لم يوافق على التجنيد من الوسط الفني، وعندما تحدثنا بعدها بشهرين قال لي أنه يريد تنفيذ الموضوع الخاص بسعاد حسني فوراً، وقال لي اتصل بمحمود كامل شوقي لكي نتفاهم معه ونعطيه التعليمات اللازمة، وأتصلت بالفعل به وأعطته التعليمات”
وقوع السندريلا في الفخ
وأوضح الشريف الخطة لوقوع سعاد حسني في الفخ قائلا: “حسن عليش أعطى تعليمات باستخدام ممدوح كامل مترجم اللغة الفرنسية في قسم المندوبين ليتظاهر بأنه فرنسي وعلى هذا الأساس يتصل بسعاد حسني، وكان في هذا الوقت يعيش ممدوح تحت ستار أنه فرنسي في عملية أخرى خاصة بالإدارة، وعلى ذلك قمت بإستدعائه وعرضت عليه الموضوع فأبدى استعداده، وسلمته لمحمود كامل شوقي ليستخدمه وحصل تعارف بين ممدوح وسعاد حسني وحصل بينهما لقاء جنسي وتم تصويرها”.
تهديد سعاد حسني بفيديو لها
ومن هنا بدأ تجنيد السندريلا بتهديدها بذلك الشريط والفيديوهات حيث كشف الشريف كيفية القبض على السندريلا متلبسة في تحقيقات النيابة قائلا: “صدرت تعليمات تقريباً في مارس 1963 من حسن عليش بأن يكون هناك ضابط مسؤول عن العمليات الخاصة هو ومحمود كامل شوقي وكان في ذلك الوقت رئيساً لمكتب النشاط العام وبدأ يقوم بمهمته تحت إشرافي، وكان أحمد الطاهر تولى التوجيهات في هذا الشأن بناء على التعليمات الصادرة له من حسن عليش”
موضحًا: ” وقد فوجئت في ذلك اليوم بحضور صلاح نصر رئيس المخابرات إلى غرفة العمليات بصحبة حسن عليش وأشرفا على تنفيذ العملية وأنا تعجبت لحضور صلاح نصر وكان حضوره مفاجأة لي لأن هذه كانت المرة الأولى الذي يحضر بنفسه لتنفيذ عملية كنترول ولم يقل لي أحد أنه سيأتي، وكان يعطينا تعليمات بإتقان التصوير، وقبل وصول صلاح نصر وحسن عليش حضر لنا محمود كامل شوقي كما أن يسري الجزار حضر العملية ايضاً، ولاحظت أثناء تنفيذ العملية أن صلاح نصر أصدر أمراً ليسري الجزار ومحمود كامل شوقي باقتحام غرفة النوم وضبط سعاد حسني متلبسة وقد تم ذلك بالفعل”.
صلاح نصر يدمر حياة السندريلا
واستطرد: “عقب ذلك تم اصطحابهما بمعرفتهما وبناء على أوامر من صلاح نصر أيضاً إلى مبنى الأستجواب بإدارة المخابرات وخداعها بأن الشخص الذي كان معها وهو ممدوح كامل هو جاسوس فرنسي وعرض عليها يسري الجزار في مبنى الأستجواب أن تعمل مع المخابرات مقابل ستر فضيحتها وقد وافقت على ذلك وحررت بناء على طلب يسري تقريراً بالواقعة وظروف تعرفها بممدوح كامل حتى القبض عليها ونموذج شخصي مطبوع يحرره المندوبون ويحتوي على بيانات شخصية عن المندوب وهو نموذج أشبه بالكراسة ويعرف بأسم P.R.Q ونموذج آخر مطبوع عبارة عن إقرار بالموافقة على العمل مع المخابرات يحرره المندوبون أيضاً”.
الاعتداء على سعاد حسني
ومن ناحية آخرى، كانت قد كشفت اعتماد خورشيد، زوجة صلاج نصر للمخابرات أن سعاد حسني لم تكن راضية عن ذلك الاتصال فقد كان اعتداء بالاجبار، كما كشف الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي المصري عن كيفية تجنيد الفنانة الراحلة سعاد حسني في المخابرات المصرية.
وقال مصطفى الفقي خلال استضافته في إحدى البرامج التلفزيونية: “يقال إنه طلب من ضابط وسيم جدًا يشوف سعاد حسني، فيقال والعهدة على الراوي، إنه صاحب سعاد حسني وأقام معها علاقة، وفي الآخر قلها أنا عاوز أفرجك على حاجة، وهو فيلم لما تم بينهما”.
وتابع: ” بكت سعاد حسني، وقالت له استر عليا، فقال لها إحنا عاوزينك تيجي تزوري المشير عبدالحكيم عامر فبنعمل كده عشان توافقي، فقالت من غير دا كله قولوا تعالى وهاجي حد يقدر لكم لا”؟/ موضحًا: كان في ناس مغلوبة على أمرها محدش يقدر يقول أنه النظام مكنش فيه قاذورات”.
تعددت القصص والرويات، وتبقي الحقيقة مع أصحابها، فقد ماتت سعاد حسني وأخذت معها أسرارها فالأسباب التي تثير الشكوك حول مقتلها، هي نفسها الشكوك التي تثير الجدل حول انفصالها من عبد الحليم حافظ الذي قيل أنه أنقذها من يد المخابرات ، ولكنه لم يستطيع أن يكمل علاقته معها بعد ذلك.