اختبرت القوات الجوية الأمريكية بسرعة غير معتادة مقاتلة F-15E مجهزة بصواريخ APKWS II من إنتاج BAE Systems لمكافحة الطائرات المسيّرة الرخيصة والخطيرة. بدأ الاختبار في أوائل سبتمبر، حيث أُجريت عدة تجارب إطلاق حقيقي للصواريخ. وقد تم تنفيذ مرحلة الاختبارات الجوية في تسعة أيام فقط، بدلًا من 18 شهرًا التي يستغرقها برنامج تقليدي مماثل. بعض الطائرات قامت بالفعل برحلات اختبارية محملة بالصواريخ في مناطق غير محددة، مما يوضح سرعة التنفيذ استجابةً لاحتياجات العمليات العاجلة.
التكامل السريع: استجابة عاجلة للتهديدات
اعتبرت القوات الجوية هذه المبادرة خطوة عاجلة ترتكز على الأمن، وفقًا للجنرال مارك ماسارو، قائد الجناح 96 للاختبارات: «أولوية قصوى لنشر هذه القدرة الجديدة بسرعة وأمان». بدلًا من الخطوات التسلسلية المعتادة لشهادات الطيران، دمج المهندسون اختبارات الأمان مع تجارب الأسلحة لضغط الجدول الزمني. هذه الطريقة غير شائعة، حيث تتطلب عمليات التكامل التقليدية وقتًا طويلًا لضمان سلامة الطائرات، إلا أن الضغط على المهندسين كان ضروريًا لمواجهة التهديد المتزايد للطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة.
تركيب الصواريخ على F-15E: ابتكار عملي
صواريخ APKWS هي صواريخ 70 ملم موجهة بالليزر، لكنها لم تُركب على F-15E بطريقة جاهزة. أظهرت الصور ستة حاضنات للصواريخ تحت الأجنحة، ثلاثة لكل جانب. استعان الفريق بحوامل ثلاثية قديمة من السبعينيات ولواقط LAU-131 لإطلاق الصواريخ. بعض المعدات كانت مستصلحة من قاعدة ديفيس-مونثان الجوية في أريزونا. هذا الحل العملي يوضح كيفية تكييف المعدات المتاحة بسرعة للاستخدام، واختبارها بعناية، ثم نشرها على الطائرات frontline.
دمج الصواريخ مع أنظمة التحكم والطيران
تركيب الحوامل والصواريخ يمثل نصف العمل فقط. يجب ربط الأسلحة بنظام التحكم والطيران لتمكين الطيار من اختيارها وإطلاقها بأمان. طوّر فريق الاختبار حلًا لتواصل الحاضنات مع نظام التحكم بالصواريخ في F-15E، مع اختبارات متزامنة للواجهات الكهربائية والبيانات والطيران. هذا الأسلوب قلل الجدول الزمني بمراحل عدة، لكنه استلزم تنسيقًا دقيقًا بين وحدات الاختبارات الجوية والهندسية والعملياتية.
ما الذي يقدمه APKWS لمكافحة الطائرات المسيّرة؟
APKWS II أو AGR-20F هو نسخة مطورة من صواريخ 70 ملم مزودة بتوجيه ليزري، ما يجعلها دقيقة ضد الطائرات الصغيرة البطيئة. أهم ميزة اقتصادية، حيث تكلفة الطائرات المسيّرة مثل Shahed-136 نحو 35 ألف دولار، مساوية تقريبًا لصاروخ APKWS. مقارنة بصواريخ الهواء-جو التي تتجاوز تكلفتها مليون دولار، يوفر APKWS خيارًا متناسبًا للتهديدات الرخيصة، ويتيح الاحتفاظ بالأسلحة الكبيرة ضد التهديدات الأسرع أو الأكثر تعقيدًا.
الإنتاج والتوريد: تعزيز القدرة القتالية
وقع البنتاجون عقدًا بقيمة 1.7 مليار دولار مع BAE لإنتاج 55 ألف صاروخ، بما يضمن توفره بكميات كبيرة. يمكن لشركة BAE إنتاج 20 ألف صاروخ سنويًا، وقد سلمت أكثر من 50 ألف حتى الآن. هذا الإنتاج الضخم ضروري لضمان استخدام الصواريخ بشكل واسع ضد الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة، ويشير إلى أن البنتاجون يخطط لنشرها على نطاق كبير لضمان استمرارية العمليات.
المنصات والاستخدام الحالي
APKWS ليست جديدة للعديد من الطائرات، بما في ذلك F-16 وF/A-18 وA-10 وAV-8B، بالإضافة للطائرات الدوارة والصغيرة الأخرى ونظم مكافحة الطائرات المسيّرة الأرضية. بالفعل، أظهرت هذه الصواريخ فعاليتها في مارس، عندما استخدم F-16 AGR-20F لإسقاط طائرة مسيّرة هجومية تابعة للحوثيين، ما يوضح قدرتها على العمليات الحقيقية، وتوسيع التكامل إلى F-15E يزيد المدى والحمولة المتاحة لمواجهة التهديدات.
الفائدة الاستراتيجية لـ F-15E
يُعد F-15E طائرة هجومية ثنائية المحرك ذات سرعة عالية وقدرة على التحمل وحمولة كبيرة. يوفر تكامل APKWS خيارًا دقيقًا لمواجهة التهديدات الصغيرة والبطيئة دون استهلاك الصواريخ الثقيلة. هذه القدرة توسع خيارات القادة لمواجهة أسراب الطائرات المسيّرة أو الذخائر الرخيصة، مع ضرورة ضمان اختبارات دقيقة، وخطط صيانة مستمرة، وتدريب الطيارين لاستخدام الصواريخ بأمان وكفاءة.
اقرأ أيضاً
فنزويلا تجمع بين الـF-16 والـSu-30: قوة جوية نادرة
تكيف سريع لمواجهة تهديد الطائرات المسيّرة
يعكس دمج APKWS على F-15E كيفية تكييف القوات الجوية لمعداتها تحت ضغط. من خلال إعادة استخدام الحوامل القديمة والطلقات القائمة وإجراء الاختبارات المتزامنة، وفرت القوات حلًا دقيقًا وفعالًا لمكافحة الطائرات المسيّرة في أسابيع بدلًا من أشهر. هذا الخيار الاقتصادي يتيح الاحتفاظ بالصواريخ عالية التكلفة للتهديدات الكبرى ويزيد من جاهزية الطيارين للتعامل مع أسراب الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة، مما يعكس جدية القوات الجوية في مواجهة التهديدات الحديثة.
