الصين تطور بديلاً منخفض التكلفة للدبابة الروسية T-90: نسخة مطورة من T-72 تستهدف أسواق آسيا وأفريقيا

أثارت لقطات مصورة من مدينة باوتو في منغوليا الداخلية جدلاً واسعًا عبر الإنترنت، بعدما ظهر دبابة قتال رئيسية غامضة تُشبه الطرازات الروسية وهي تتجول في الشوارع. ورغم اعتقاد البعض في البداية أنها دبابة T-90 روسية نُقلت إلى الصين، إلا أن تحليلًا أدق كشف أن الدبابة هي نسخة صينية مطورة بشكل كبير من T-72 السوفيتية الأصل، قامت بتحديثها شركة Norinco الصينية
تصميم صيني على هيكل سوفيتي
يؤكد الخبراء أن هيكل الدبابة يعود فعلاً إلى T-72، لكن البرج القتالي جاء مختلفًا تمامًا، ويحمل بصمة تصميم صينية بحتة. ويتميز البرج بدروع تفاعلية متفجرة من طراز FY-2، ومنصة سلاح يتم التحكم بها عن بُعد، تشبه تلك الموجودة في دبابة VT-4 التي تصدرها الصين للأسواق العالمية. كما رُصد وجود منظار حراري مستقل لقائد الدبابة على السقف، ما يشير إلى مستوى عالٍ من التحديث.
بديل اقتصادي لـT-90M
وفقًا لمصادر صحفية، فإن التحديث الجديد موجه خصيصًا للعملاء في أفريقيا وآسيا الذين يحتاجون إلى قوة نارية وحماية معقولة دون الحاجة إلى إنفاق ميزانيات ضخمة على دبابات جديدة كليًا. وتُعد هذه النسخة الصينية خيارًا اقتصاديًا في مواجهة دبابات مثل T-90M الروسية أو M1 Abrams الأمريكية، خاصة في ظل الارتفاع الحاد في أسعار المعدات الغربية والروسية بسبب الحروب والعقوبات.
توسيع النفوذ على حساب روسيا
تُظهر هذه الخطوة سعي الصين إلى منافسة موسكو في أسواق كانت تقليديًا حكرًا على السلاح الروسي، خاصةً مع تراجع قدرة روسيا على تلبية الطلبات الخارجية نتيجة حرب أوكرانيا والعقوبات الغربية. ومع استمرار اهتمام العديد من الدول بتحديث أساطيلها من الدبابات السوفيتية القديمة، تبدو نسخة Norinco المطورة من T-72 خيارًا جذابًا.
توجه عالمي نحو “التحديث بدلاً من الاستبدال”
في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة، تتجه الدول النامية بشكل متزايد نحو تحديث المعدات القديمة بدلاً من استبدالها بأخرى حديثة بالكامل. وتلعب شركات مثل Norinco دورًا محوريًا في توفير هذه الحلول، ما يمنح بكين فرصة لتعزيز نفوذها العسكري والاقتصادي في الجنوب العالمي