مجزرة جديدة في غزة وزيارة مثيرة للجدل للأقصى 27 قتيلًا أثناء توزيع الغذاء ووزير إسرائيلي يثير غضبًا إقليميًا بالصلاة في الحرم الشريف

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت ما لا يقل عن 27 فلسطينيًا يوم الأحد أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية من موقع توزيع تديره “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة في جنوب القطاع، فيما توفي ستة آخرون جراء الجوع وسوء التغذية. شهود عيان أكدوا أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل عشوائي على الحشود، ما أجبر البعض على الفرار وترك المصابين ينزفون على الأرض.
سلسلة من الهجمات المميتة ضد طالبي المساعدات
الحادثة الأخيرة تأتي ضمن نمط متكرر من الاستهداف المباشر للمدنيين الباحثين عن الغذاء. الأمم المتحدة وثّقت مقتل أكثر من 1,400 شخص منذ 27 مايو أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، معظمهم بالقرب من مواقع المؤسسة، بينما قُتل آخرون على طول طرق قوافل الإغاثة. ورغم ادعاء المؤسسة أنها تستخدم فقط الغاز المسيل للدموع أو إطلاق النار التحذيري لضبط الحشود، تؤكد الوقائع أن الرصاص الحي يُستخدم على نطاق واسع.
تصاعد الحصيلة الإنسانية خلال 24 ساعة
إجمالي القتلى في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغ 119 شخصًا نتيجة القصف وإطلاق النار الإسرائيلي، بينهم العاملون في المجال الإنساني. الهلال الأحمر الفلسطيني أكد أن الجيش الإسرائيلي استهدف مقره في خان يونس، مما أسفر عن مقتل أحد موظفيه وإصابة ثلاثة آخرين، بينما دمّر القصف أجزاء كبيرة من المبنى. كما استهدفت غارة إسرائيلية مدرسة تؤوي نازحين في المدينة، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل.
كارثة المجاعة تتفاقم
الوضع الغذائي في غزة يتدهور بسرعة وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يقيّد دخول المساعدات الإنسانية. خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، سُجلت ست وفيات جديدة جراء الجوع أو سوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 175 شخصًا، بينهم 93 طفلًا. وتؤكد منظمات الإغاثة أن يوليو شهد معدل وفيات بسبب الجوع يفوق ما سُجّل خلال الأشهر العشرين السابقة مجتمعة.
مطالب بإدخال مساعدات عاجلة وبكميات كبيرة
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، شدد على ضرورة إدخال مساعدات إنسانية ضخمة وبشكل مستمر لوقف الكارثة، موضحًا أن المستشفيات والمرضى يحتاجون إلى كميات غذاء أكبر من المعتاد للمساعدة في التعافي. الأزمة الغذائية تتزامن مع انهيار شبه كامل للنظام الصحي وانتشار الأمراض، ما يجعل الوضع أكثر خطورة.
حصيلة الحرب منذ أكتوبر 2023
منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 إسرائيلي، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى ما لا يقل عن 60,839 شخصًا، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
زيارة بن غفير للأقصى تثير الغضب الإقليمي
في تطور سياسي مثير للجدل، قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير يوم الأحد بأداء الصلاة في المسجد الأقصى برفقة نحو 1,250 شخصًا، تحت حماية مشددة من الجيش الإسرائيلي. الزيارة، التي جاءت في مناسبة “تِيشَعَه بآف” اليهودية، تمثل أول مرة يصلي فيها وزير إسرائيلي علنًا داخل الحرم، في انتهاك لاتفاق الوضع القائم الذي يسمح لليهود بالزيارة دون أداء الصلاة.
ردود فعل غاضبة من الأردن ودول المنطقة
الأردن، صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، أدان الزيارة بشدة واعتبرها “استفزازًا غير مقبول”. وزارة الخارجية الأردنية أكدت رفضها القاطع لـ “الاقتحامات المتكررة” التي يقوم بها بن غفير، محذّرة من تداعياتها على الاستقرار في المدينة.
تصريحات متطرفة ودعوات لضم غزة
أثناء وجوده في الأقصى، دعا بن غفير إلى احتلال كامل قطاع غزة وفرض السيادة الإسرائيلية عليه، مطالبًا بترحيل الفلسطينيين من القطاع باعتبار ذلك “السبيل الوحيد” لتحقيق النصر وإعادة الأسرى الإسرائيليين. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول التخفيف من وطأة الجدل، مؤكدًا أن سياسة الوضع القائم في الأقصى “لم تتغير ولن تتغير”.
احتجاجات في الضفة وتضامن مع غزة
الضفة الغربية شهدت بدورها مظاهرات حاشدة رفضًا للحرب على غزة واحتجاجًا على اعتقال الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث رفع المحتجون صور شهداء ومعتقلين وصور أطفال غزة الجائعين. تقارير حقوقية تشير إلى أن أكثر من 10,800 فلسطيني محتجزون حاليًا لدى إسرائيل، وسط توثيق انتهاكات واسعة تشمل التعذيب، التجويع، والاعتداءات الجنسية.