تحدث الدكتور خالد فواز، الخبير الاقتصادي، خلال تصريحات خاصة لموقع “العالم في دقائق”، عن وجود خطة استراتيجية واضحة تعتمدها مصر لرفع مستوى إنتاج القمح، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، نظراً للأهمية الكبرى التي يتمتع بها القمح باعتباره إحدى الركائز الأساسية للقطاع الزراعي في البلاد.

استراتيجية مصر الطموحة لرفع إنتاج القمح

وأشار إلى أن استراتيجية مصر الطموحة تتضمن عدة محاور رئيسية:

1. التوسع الأفقي: أى زيادة المساحات المزروعة بمحصول القمح، حيث تمت إضافة أراضٍ زراعية جديدة هذا الموسم لتصل إلى 3.1 مليون فدان، وتشمل المناطق الرئيسية لهذا التوسع:  توشكي، شرق العوينات، الدلتا الجديدة، محور الضبعة وسيناء.

2. التوسع الرأسي لزيادة الإنتاجية:
– التركيز على زراعة أصناف ذات إنتاجية مرتفعة ومقاومة للأمراض مثل “مصر 1″، “مصر 2″، و”سخا 95”.
– استخدام أنظمة ري حديثة مثل الري بالتنقيط والري المحوري.
– دعم المزارعين بخدمات إرشادية تحمل طابعاً عملياً وتقديم البذور بأسعار مدعومة.

3. سياسة الشراء المُحفِّزة:
الحكومة تتبنى سياسات تدعم الفلاحين من خلال تقديم أسعار تنافسية للقمح المحلي، حيث يتم تسعير الأردب بأكثر من 1500 جنيه في موسم 2025 حسب الجودة، ويصل ذلك أحياناً لسعر أعلى من الأسعار العالمية لتحفيز الزراعة المحلية.

4. تطوير التخزين:
تم إنشاء صوامع حديثة لتقليل الخسائر الناتجة عن طرق التخزين القديمة والتي كانت تؤدي إلى فاقد كبير تجاوز نسبته 15% سابقاً. حالياً، يوجد أكثر من 70 صومعة بطاقة تخزينية تقارب 4 ملايين طن.

أقرا أيضا

توقعات سعر الفائدة ما بين الثبات و الخفض .. اقتصاديون يوضحون (خاص)

حجم الإنتاج المقدر لموسم 2025

وبالنسبة لحجم الإنتاج المقدر لموسم 2025، أوضح الدكتور خالد أنه يُنتظر أن يتراوح بين 9 و10 ملايين طن، وذلك على مساحة مزروعة تبلغ حوالي 3.1 مليون فدان، بمتوسط إنتاجية يصل إلى 3 أردب للفدان، ما يعادل نحو 2.7 طن للفدان، ومع ذلك، يظل استهلاك مصر السنوي من القمح أعلى بكثير، حيث يتراوح بين 18 و20 مليون طن، مما يستوجب سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك عن طريق استيراد حوالي 10 ملايين طن سنوياً.

أما بالنسبة لتصدير القمح، شدّد على أن مصر ليست من الدول المُصدرة للقمح بل تُعد واحدة من أكبر الدول المستوردة له عالمياً، ويُعزى ذلك إلى النمو السكاني فضلاً عن اعتماد الشعب بشكل كبير على الرغيف البلدي المدعوم كجزء أساسي من النظام الغذائي اليومي، كما أكد أن غالبية واردات القمح يتم تخصيصها لصالح هيئة السلع التموينية لضمان توفير الاحتياجات المحلية.

أكبر الدول المُصَدِّرة للقمح عالمياً

واختتاماً للحوار، عندما سُئل عن أكبر الدول المُصَدِّرة للقمح عالمياً حتى الآن، أشار إلى أن القائمة تضم:

– روسيا: إنتاج يتراوح بين 45 و50 مليون طن سنوياً.
– الولايات المتحدة: 20 إلى 25 مليون طن سنوياً.
– كندا: 20 إلى 25 مليون طن سنوياً.
– أستراليا: 20 إلى 25 مليون طن سنوياً.
– فرنسا: 15 إلى 20 مليون طن سنوياً.
– أوكرانيا: رغم تراجع الإنتاج مؤخراً بسبب الحرب، إلا أنها كانت تُصدّر بين 15 و20 مليون طن سنوياً.

اقرا أيضا

اقتصادي لـ ” العالم في دقائق” عمان تطلق اول ميناء فضائي متكامل في الشرق الأوسط