الرياضة

مانشستر سيتي في مرحلة انتقالية: صبر الجماهير مطلوب مع مشروع غوارديولا الجديد

بعد موسم مخيب أنهى خلاله مانشستر سيتي مشواره بلا أي لقب للمرة الثانية فقط في عهد بيب غوارديولا، تحركت الإدارة سريعًا لدعم الفريق بصفقات قياسية بلغت قيمتها 320 مليون جنيه إسترليني، مع تغييرات فنية تشمل ضم مساعد جديد وتطوير أسلوب اللعب. لكن الانطلاقة المتعثرة للموسم الحالي تطرح سؤالًا محوريًا: هل يحتاج مشروع غوارديولا الجديد فقط إلى وقت، أم أن هناك مشكلات أعمق؟

استثمارات ضخمة ورد فعل سريع

السيتي ضم أسماء وازنة خلال نافذتي الانتقالات، بينها 180 مليونًا في يناير وحده، في محاولة لاستعادة الهيبة بعد موسم شهد إصابات وضغوطًا قانونية. البداية أمام وولفرهامبتون بدت مثالية بفوز عريض 4-0، لكن الهزيمتين المتتاليتين أمام توتنهام وبرايتون قلبتا المعنويات رأسًا على عقب.

غياب رودري وخلخلة المنظومة

مانشستر سيتي في مرحلة انتقالية
مانشستر سيتي في مرحلة انتقالية

إصابة رودري بقطع في الرباط الصليبي الموسم الماضي كشفت هشاشة الفريق بدونه. غوارديولا وصفه سابقًا بـ”غير القابل للاستبدال”، وأثبتت الأرقام صحة ذلك: الزيادة في الأهداف المتوقعة من الهجمات المرتدة، وتراجع القدرة على استعادة الكرة في الثلث الأمامي والوسط، كلها مؤشرات على غياب اللاعب الإسباني. عودته أمام برايتون كانت إيجابية، لكن استعادة مستواه الكامل ستتطلب وقتًا.

أرقام مقلقة في الضغط والدفاع

مانشستر سيتي في مرحلة انتقالية
جوارديولا

رغم السيطرة على الاستحواذ أمام توتنهام وبرايتون، سمح الفريق بتمريرات حاسمة في العمق فتحت المساحات أمام الهجمات السريعة، وهو سيناريو يتكرر. الأرقام تقول إن سيتي تراجع للمركز التاسع في استعادة الكرة بالثلث الأمامي، والثالث عشر في مؤشر “التمريرات لكل فعل دفاعي”، ما يعكس ضعف الضغط المبكر.

تكتيك جديد بروح كلوب وليجندرز

التغيير الأكبر جاء بوصول بيب ليجندرز، مساعد يورغن كلوب السابق، الذي جلب معه فلسفة الضغط العكسي المكثف والهجمات السريعة المباشرة. الفكرة: خطف الكرة والانطلاق بسرعة بدلًا من التمرير البطيء. هذا المزج بين “كرة غوارديولا” القائمة على الاستحواذ و”كرة كلوب” القائمة على الانتقال السريع قد يشكل ثورة إذا اكتمل.

تحدي الانسجام مع صفقات جديدةمانشستر سيتي في مرحلة انتقالية

خسارة أسماء كبيرة مثل دي بروين، غوندوغان، ووكر، وألفاريز تفرض إعادة بناء المنظومة. الوافدون الجدد مثل نيكو غونزاليس وتيجاني رايندرز بحاجة للتأقلم مع إيقاع الفريق وضغوط الدوري الإنجليزي، ما يجعل التذبذب في النتائج أمرًا طبيعيًا خلال الأسابيع الأولى.

التفاؤل ممكن.. لكن الصبر ضروري

المنظومة الجديدة لم تكتمل بعد، ورغم الصعوبات، فإن عودة رودري ودمج عناصر الضغط والهجوم المباشر تمنح أسبابًا للتفاؤل. إذا استعاد الفريق توازنه ونجح في المزج بين السيطرة التقليدية والجرأة الجديدة، فإن العودة إلى المنافسة على الألقاب تبقى ممكنة. لكن جماهير السيتي مطالبة بالصبر أكثر من أي وقت مضى.

السيد الأعرج

صحفى مصري متخصص في الملف الرياضى وتغطية الكرة المحلية و العربية و الإفريقية و العالمية والأوروبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى