السيسي في قمة بريكس: إسرائيل ترتكب جرائم ضد الإنسانية في غزة وتحاول تصفية القضية الفلسطينية

ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطابًا لافتًا خلال مشاركته في قمة بريكس، التي تجمع كبرى الاقتصادات الناشئة في العالم، حيث وجّه انتقادات حادة للسياسات الإسرائيلية، لاسيما تلك المرتكبة في قطاع غزة والضفة الغربية.
وجاء خطاب السيسي في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، نتيجة الحرب المستمرة منذ أشهر، والتي أدّت إلى تدهور الأوضاع المعيشية والصحية بشكل غير مسبوق.
تحذير من التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
أبرز ما جاء في كلمة السيسي كان تحذيره من محاولات تهجير الفلسطينيين، قائلاً إن “أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة، سواء بتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، هو أمر مرفوض وخطير”.
وشدد السيسي على تمسك مصر بالثوابت القومية تجاه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى أن استمرار الاحتلال وتوسيع الاستيطان يجهض فرص السلام.
اتهامات مباشرة لإسرائيل باستخدام “التجويع كسلاح”
في تصعيد واضح للهجة المصرية الرسمية، اتهم الرئيس السيسي إسرائيل باستخدام التجويع والحرمان من الرعاية الصحية كسلاح في حربها ضد سكان غزة.
وقال: “إسرائيل دأبت منذ ما يقرب من عامين على ممارسة أبشع صور القتل والترويع”، مضيفًا أن ذلك يشمل “سياسات ممنهجة للتجويع، ومنع الخدمات الصحية، وقطع الإمدادات الحيوية عن السكان المدنيين”.
وأشار إلى أن هذه السياسات أدت إلى “كارثة إنسانية غير مسبوقة بلغت حد إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة في قطاع غزة”، وهي تصريحات تعكس القلق المصري العميق من استمرار الحرب وانهيار الأوضاع الإنسانية.
موقف مصر في إطار السياسة الدولية
كلمة الرئيس السيسي تأتي في سياق دبلوماسي متماسك يعكس الدور المصري الإقليمي، حيث تواصل القاهرة تحذير المجتمع الدولي من تداعيات الصراع، وتؤكد على أهمية الحل السياسي.
كما تسعى مصر من خلال المحافل الدولية مثل قمة بريكس إلى تدويل القضية الفلسطينية وإعادة تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في ظل انشغال العالم بأزمات أخرى.
ولم تكتفِ مصر بالتنديد فقط، بل شاركت بنشاط في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، وفتح معبر رفح جزئيًا لاستقبال الجرحى والمساعدات، رغم التحديات الأمنية والسياسية المحيطة.
ردود أفعال متوقعة ودعوات للمساءلة
من المتوقع أن تُثير تصريحات السيسي ردود أفعال داخلية وإقليمية ودولية، لا سيما مع ازدياد الضغوط على إسرائيل من قبل منظمات حقوق الإنسان، وبعض الدول التي بدأت تطالب بمساءلة قانونية عن الانتهاكات في غزة.
كما أن مشاركة مصر في قمة بريكس تعكس محاولة للبحث عن تحالفات دولية خارج الإطار الغربي التقليدي، في ظل تبدل موازين القوى عالمياً.
خاتمة: موقف حازم وسط أزمات متشابكة
خطاب السيسي في قمة بريكس يُمثل رسالة سياسية واضحة من القاهرة بأن استمرار العدوان على غزة وتجاهل الحقوق الفلسطينية لن يُقابل بالصمت. وبينما تتفاقم الأزمة الإنسانية، تواصل مصر استخدام أدواتها الدبلوماسية للضغط من أجل وقف فوري للعدوان وبدء مسار جاد لتحقيق سلام عادل وشامل.