قمة عربية إسلامية طارئة في الدوحة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي

تشهد العاصمة القطرية الدوحة حراكاً دبلوماسياً غير مسبوق بعد الإعلان عن استضافة قمة عربية إسلامية طارئة، تهدف إلى بحث الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف الدولة الخليجية. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعٍ عربية وإسلامية مشتركة للرد على التصعيد الإسرائيلي، بعد حادثة وُصفت بأنها تطور خطير يمس الأمن والسيادة في المنطقة. القمة ستجمع قادة الدول الأعضاء لمناقشة التداعيات الأمنية والسياسية، إضافة إلى رسم مواقف موحدة من أجل التصدي لهذه التحديات.
اجتماع تحضيري لوزراء الخارجية
أكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان رسمي، أن الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية سينعقد يوم الأحد المقبل، ليضع الأسس والمقترحات التي ستُناقش في القمة. ومن المقرر أن تُعقد القمة العربية الإسلامية الطارئة يومي 14 و15 سبتمبر الجاري في العاصمة الدوحة، حيث من المتوقع أن تطرح ملفات رئيسية تتعلق بالهجوم الإسرائيلي، وآليات الرد الجماعي، وتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء لمواجهة الاعتداءات المتكررة.
تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة
أعلنت الدوحة أن الهجوم الإسرائيلي استهدف مقرات سكنية تضم عدداً من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، في أثناء اجتماعهم لمناقشة المبادرة الأخيرة التي قدّمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ووصفت الخارجية القطرية الهجوم بأنه “جبان”، مشيرة إلى أنه يهدف إلى عرقلة جهود الوساطة وخلط الأوراق السياسية في وقت حساس.
خسائر بشرية ومحاولة اغتيال فاشلة
أدى الهجوم إلى مقتل خمسة أشخاص من مرافقي وفد حماس التفاوضي، بينهم نجل القيادي البارز خليل الحية ومدير مكتبه، إضافة إلى أحد عناصر الأمن الداخلي القطري. ورغم الخسائر، فقد نجا الوفد التفاوضي من محاولة اغتيال كانت تستهدفه بشكل مباشر. وأكدت المصادر القطرية أن هذا الاعتداء لن يثنيها عن مواصلة جهود الوساطة الرامية إلى إنهاء التصعيد العسكري في غزة.
سابقة خطيرة في قطر
تُعد هذه المرة الأولى التي تقدم فيها إسرائيل على استهداف قيادات من حركة حماس داخل قطر، رغم أنها نفذت عمليات مشابهة في دول أخرى خلال السنوات الماضية. ومن أبرز تلك العمليات اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في طهران في يوليو من العام الماضي. ويرى مراقبون أن استهداف قيادات في الدوحة يمثل تصعيداً نوعياً يهدد استقرار المنطقة ويستدعي رداً إقليمياً ودولياً حاسماً.
اقرأ أيضاً
برسائل مسجلة.. الاحتلال يطالب سكان غزة بالمغادرة فورًا
نحو موقف موحد
تمثل القمة المقبلة اختباراً حقيقياً لقدرة الدول العربية والإسلامية على تجاوز خلافاتها الداخلية وتوحيد صفوفها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تصدر عن القمة قرارات مهمة، سواء على المستوى السياسي أو الأمني، تؤكد أن أي اعتداء على سيادة دولة عضو هو اعتداء على جميع الأعضاء. الدوحة تراهن على أن هذا الاجتماع سيشكل نقطة تحول في آلية العمل الجماعي العربي والإسلامي لمواجهة التحديات الراهنة.