خطة إسرائيل للسيطرة على غزة تثير استنكارًا دوليًا وتحذر من كارثة إنسانية
انتقادات دولية وتحذيرات إنسانية واسعة لخطة إسرائيل بالسيطرة على غزة

في خطوة تثير القلق الدولي، وافق مجلس الأمن الإسرائيلي على خطة مقترحة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهدف إلى “الاستيلاء” على مدينة غزة والمناطق المحيطة بها. هذه الخطة جاءت بعد تصعيد العمليات العسكرية في القطاع، مما أدى إلى تدمير العديد من المباني وقتل العديد من المدنيين. ورغم تأكيد نتنياهو في تصريحاته أن الهدف ليس احتلال غزة بل “تحريرها من حماس”، إلا أن ردود الفعل العالمية جاءت سريعة ومنددة بهذه الخطة التي تحمل في طياتها تهديدًا حقيقيًا للوضع الإنساني المتدهور في القطاع. منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الغربية أعربت عن قلقها البالغ من العواقب الإنسانية والسياسية لهذا القرار.
الردود الدولية على خطة الاحتلال الإسرائيلي لغزة
في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية عن الخطة، خرجت العديد من التصريحات الدولية التي تندد بالخطوة. حيث وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خطة إسرائيل بأنها “تصعيد خطير” يهدد الاستقرار في المنطقة. كما أشار إلى أن غزة يجب أن تظل جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية. وناشد إسرائيل التخلي عن هذه الخطة، داعيًا إلى العودة إلى مفاوضات السلام وفقًا لحل الدولتين.
الاتحاد الأوروبي يدين الخطة ويدعو إلى مراجعتها
عبر قادة الاتحاد الأوروبي عن رفضهم القاطع للخطة الإسرائيلية، محذرين من تداعياتها على العلاقات بين إسرائيل والاتحاد. فقد دعا رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، إسرائيل إلى التراجع عن قرارها، مهددًا بأن هذه الخطوة سيكون لها تبعات كبيرة على العلاقات الثنائية. من جهتها، أعلنت ألمانيا تعليق جميع صادرات الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة، نظراً لغياب الوضوح في أهداف إسرائيل والمخاطر الإنسانية المرتبطة بالعملية العسكرية.
دول أخرى تواصل التعبير عن رفضها للخطة الإسرائيلية
فرنسا، من جانبها، أدانت الخطة “بأشد العبارات” وأكدت معارضتها لأي شكل من أشكال الاحتلال أو التهجير القسري. وفي نفس السياق، حذرت ليتوانيا من أن القرار سيزيد من تدهور الأوضاع في غزة، بينما أكدّت السويد أن أي ضم أو تقليص لأراضي غزة سيشكل انتهاكًا للقانون الدولي. أما النمسا، فقد عبرت عن قلقها البالغ بشأن المدنيين والرهائن، ودعت البرتغال إلى تعليق الخطة بشكل فوري إلى جانب تحرير الرهائن وتوصيل المساعدات العاجلة.
الانتقادات داخل إسرائيل والخشية على حياة الرهائن
داخل إسرائيل، تصاعدت الانتقادات ضد الخطة العسكرية. حيث حذر زعيم المعارضة يائير لابيد وعائلات الرهائن الذين يُحتجزون في غزة من أن هذه العملية قد تعرض حياة الرهائن للخطر وتعيق جهود الوساطة المستمرة. كما تساءل بعض القادة العسكريين السابقين عن جدوى استراتيجية الاحتلال الواسع والآثار الاستراتيجية لهذه العملية، مشيرين إلى أنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية على المدى البعيد.
الوضع الإنساني في غزة: كارثة محققة
من جانبها، حذرت الوكالات الإنسانية من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، حيث أفادت التقارير بأن أكثر من مليون شخص قد نزحوا بسبب العمليات العسكرية المستمرة. كما سجلت السلطات الصحية المحلية مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، مع تزايد أعداد المصابين والمرضى بسبب تدمير المستشفيات والمرافق الصحية. الوضع في غزة أصبح أكثر تعقيدًا، مع احتمالية وصول القطاع إلى المجاعة إذا استمرت هذه العمليات العسكرية دون تقديم الدعم الإنساني.
اقرأ أيضاً
ترامب يستعد لإعلان مرتقب في البيت الأبيض وسط توقعات بفرض رسوم جمركية جديدة
القرار الإسرائيلي وتداعياته على السلام والاستقرار في المنطقة
في الختام، تظل الأبعاد السياسية والإنسانية لهذه الخطة العسكرية موضوعًا ساخنًا على الساحة الدولية. بالرغم من تأكيد إسرائيل على أن الهدف هو “تحرير غزة من حماس”، إلا أن الخطوات العسكرية الواسعة التي تشمل احتلال غزة بشكل كامل قد تؤدي إلى تصعيد جديد في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وبينما تحاول إسرائيل تعزيز مواقفها الأمنية، يبدو أن الطريق نحو السلام والاستقرار في المنطقة سيكون أكثر تعقيدًا، في ظل استمرار الأزمات الإنسانية والضغوط الدولية.