الوكالات

سقوط طائرة مسيّرة روسية في ليتوانيا يثير مخاوف أمنية في أجواء التوتر الإقليمي

سقوط مسيّرة روسية في ليتوانيا يرفع منسوب القلق الأمني شرق أوروبا

في حادثة هي الأولى من نوعها منذ أشهر، أعلنت وزارة الدفاع الليتوانية أن طائرة مسيّرة روسية من طراز “جيران-2” (Geran-2) تحطّمت داخل الأراضي الليتوانية يوم الخميس 10 يوليو، بعد أن دخلت المجال الجوي من جهة بيلاروسيا المجاورة، مما أثار حالة تأهب أمني خاصة في العاصمة فيلنيوس.

 

خرق للمجال الجوي وتدابير أمنية مشددة

وبحسب بيان الجيش الليتواني، فقد دخلت الطائرة المسيّرة المجال الجوي الوطني حوالي الساعة 11:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، قبل أن تسقط داخل البلاد.

المسؤولة في وزارة الدفاع، دوفيلي شاكاينيه، أكدت لموقع Lrytas أن:

“هناك بالفعل انتهاك للمجال الجوي، لكن جميع المؤشرات الحالية تدل على أن الحادث كان غير مقصود. ما زلنا نحقق في التفاصيل وسنوافيكم بالمستجدات حال توفرها”.

 

في الأثناء، أفادت وسائل إعلام محلية بأنه تم إجلاء رئيس الوزراء جينتاوتاس بالوكساس ورئيس البرلمان ساوليوس سكفيرنيليس إلى مأوى محصن أثناء تواجدهما في مؤتمر صحفي داخل مقر الحكومة، كإجراء احترازي بعد شيوع نبأ الحادث.

 

عن “جيران-2”: خدعة جوية وليست ذخيرة قاتلة

الطائرة التي سقطت تُعرف ضمن سلسلة Geran الروسية، وهي ليست مزوّدة برؤوس حربية، بل تُستخدم كـطُعم لإرباك شبكات الدفاع الجوي، حيث تحاكي توقيعات الرادار لطائرات هجومية، مما يجبر الدفاعات على استهلاك صواريخ اعتراض باهظة الثمن على أهداف زائفة.

 

وبالرغم من أنها غير مسلحة، إلا أن سقوطها داخل أراضي دولة عضو في الناتو يثير مخاوف من سوء التقدير أو التصعيد غير المقصود في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة، خاصة بعد تكثيف روسيا هجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ قرب حدود الحلف الشرقية.

 

غموض روسي وصمت رسمي

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق من وزارة الدفاع الروسية بشأن الحادث. كما لم يتضح ما إذا كانت المسيّرة أُطلقت عمدًا باتجاه ليتوانيا، أم أنها انحرفت عن مسارها بسبب خلل فني أو خطأ بشري.

اقرأ أيضاً دونالد ترامب يستعد لزيارة إسكتلندا هذا الصيف وسط إجراءات أمنية مشددة وتجاهل للبروتوكول الملكي

تعاون استخباراتي فوري مع الناتو

أكدت وزارة الدفاع الليتوانية أنها تعمل حاليًا عن كثب مع مركز العمليات الجوية الموحدة للناتو لمراقبة الوضع، وتقييم ما إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ تدابير إضافية لتعزيز أمن المجال الجوي.

 

تحليل موجز:

سقوط الطائرة المسيّرة الروسية، وإن بدا حادثًا عرضيًا في ظاهره، يسلط الضوء على هشاشة الأمن الجوي في أوروبا الشرقية، وعلى خطر الاحتكاك غير المقصود بين روسيا ودول الناتو. ومع تصاعد وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة في الحرب الأوكرانية، تتزايد احتمالات تكرار حوادث مماثلة قد تحمل في طياتها شرارة مواجهة أوسع.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى