الطحاوي: الهيدروجين الأخضر مستقبل مصر للطاقة المستدامة والاقتصاد بين أوروبا وأفريقيا

أشار الدكتور على عبدالحكيم الطحاوي، المتخصص في العلاقات الدولية والشؤون السياسية والاقتصادية، إلى أن الهيدروجين الأخضر لم يعد مجرد فكرة تكنولوجية ناشئة، بل أصبح أحد الدعائم الرئيسية للاقتصاد العالمي الجديد وأداة فعالة لمواجهة تحديات التغير المناخي وخفض الانبعاثات الكربونية، منوها هذا التحول دفع العديد من الدول الكبرى إلى الدخول في سباق محموم للاستثمار في هذا المجال على اعتبار أنه وقود المستقبل.
وفي تصريحاته لـ “العالم في دقائق”، أوضح أن القيادة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعمه للتنمية الاقتصادية المستدامة، تدرك أهمية امتلاك أدوات هذا التحول الاقتصادي الاستراتيجي لتعزيز مكانة مصر على الصعيدين الدولي والإقليمي، بالإضافة إلى ضمان حصتها من أسواق الطاقة النظيفة التي تنمو بسرعة كبيرة.
خطوات ملموسة بمجال الهيدروجين الأخضر
وتابع، أن مصر شرعت بالفعل في تنفيذ خطوات ملموسة بمجال الهيدروجين الأخضر عبر إطلاق مشاريع رائدة تعتمد على مواردها الطبيعية الفريدة. الموقع الجغرافي المميز بين قارتي آسيا وأفريقيا، المناخ الغني بالطاقة الشمسية والرياح، إلى جانب الموانئ البحرية وشبكات النقل المتطورة، جميعها عوامل تجعل مصر قاعدة مثالية لإنتاج وتصدير الطاقة النظيفة.
كما أوضح أن ميزة الموقع الجغرافي إلى جانب جهود تطوير الجمهورية الحديثة، والدعم السياسي القوي، أسهمت في بناء شراكات استراتيجية مع شركات دولية مرموقة، مما يعكس جدية الدولة في إنشاء صناعة متكاملة للهيدروجين الأخضر قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
أهمية الهيدروجين الأخضر بالنسبة لمصر
ويرى الطحاوي أن أهمية الهيدروجين الأخضر بالنسبة لمصر تتخطى كونه مصدرًا بديلًا للطاقة يساهم في تنويع مزيج الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، فهناك فرص اقتصادية واستثمارية واسعة تظهر مع ازدياد الطلب الأوروبي على مصادر بديلة للطاقة مثل الغاز والفحم والنفط، ما يضع مصر في موقع مميز لتصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، هذا يمنحها مكانة اقتصادية أكبر وقوة تفاوضية متنامية في سوق عالمي واعد.
على المستوى الأفريقي، أضاف أن مصر لا تكتفي بتصدير الطاقة بل تسعى للعب دور قيادي في دعم التنمية بالقارة، بعض الدول الأفريقية تعاني من نقص حاد في إمدادات الكهرباء والبنية التحتية للطاقة، وهنا يمكن لمصر بخبرتها واستثماراتها في قطاع الهيدروجين الأخضر تقديم الدعم من خلال نقل التكنولوجيا والخبرة إلى هذه الدول، هذا يسهم في تعزيز التكامل القاري ودعم أهداف “أجندة أفريقيا 2063” لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
و اختتم حديثه بأن الهيدروجين الأخضر هو أكثر من مجرد مشروع تقني أو اقتصادي بالنسبة لمصر؛ فهو يعكس رؤية استراتيجية نحو المستقبل، مؤكداً دورها كقوة إقليمية مؤثرة في التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر، كما يفتح أمامها أسواقًا جديدة في أوروبا وأفريقيا ويعزز مكانتها كمحور للطاقة بمنطقة تشهد تنافسًا دوليًا متزايدًا، مع استمرار تنفيذ المشاريع وتوسيع الشراكات الدولية، يبدو أن مصر على مسار يجعلها من أبرز اللاعبين العالميين في سوق الطاقة النظيفة خلال العقود القادمة.