عرب وعالم

تصعيد إسرائيلي على جنوب لبنان يثير مخاوف من مواجهة واسعة

تصاعدت التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل مع شن الجيش الإسرائيلي موجة هجمات جديدة على جنوب لبنان، مستهدفة مناطق حيوية مثل ميس الجبل ودبين. وأسفرت الغارات عن إصابة شخص واحد على الأقل، وسط تحذيرات لبنانية ودولية من مخاطر تصعيد الصراع. يأتي هذا التصعيد بعد سنوات من التوترات العسكرية والاتفاقات الهشة لوقف إطلاق النار، حيث يواصل الطرفان اتهامات متبادلة بانتهاك الاتفاقيات الدولية. وتشكل هذه العمليات جزءًا من سلسلة هجمات إسرائيلية على لبنان، تستهدف مواقع تقول تل أبيب إنها مرتبطة بحزب الله، بينما تدعو بيروت المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لضمان وقف العدوان والحفاظ على الأمن الإقليمي.

 

موجة هجمات إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان

 

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، سلسلة هجمات على مناطق متعددة في جنوب لبنان، مستهدفًا بلدة ميس الجبل وبلدة دبين. وأسفرت الغارات عن إصابة شخص واحد على الأقل، وفق المعلومات الأولية. تأتي هذه العمليات في سياق تصاعد التوترات بين تل أبيب وبيروت، وسط تحذيرات لبنانية ودولية من مخاطر تصعيد الأوضاع. وتستمر إسرائيل في توجيه ضربات لمواقع تعتبرها مرتبطة بـ”حزب الله”، في وقت يواصل فيه لبنان المطالبة بوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين، مع التأكيد على التزامه بقرارات الأمم المتحدة وحقه في الدفاع عن أراضيه.

 

رد لبناني رسمي: انتهاك واضح لاتفاق وقف النار

 

استنكر رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، الهجمات الإسرائيلية واعتبرها خرقًا صريحًا لاتفاق وقف الأعمال العدائية وقرار الأمم المتحدة رقم 1701. ودعا سلام المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها فورًا، والالتزام بسحب قواتها من الأراضي اللبنانية المحتلة، والإفراج عن الأسرى. وأكد المسؤول اللبناني أن استمرار الهجمات يعرقل جهود الاستقرار في المنطقة ويزيد من التوترات الحدودية، مطالبًا بتعزيز المراقبة الدولية لتطبيق الاتفاقيات ووقف أي محاولات لإعادة تنشيط العمليات العسكرية، بما يحفظ الأمن اللبناني ويجنب المنطقة مواجهة مفتوحة جديدة.

 

إسرائيل تستهدف بنى حزب الله التحتية

 

زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، أن العمليات تستهدف البنى التحتية العسكرية التابعة لحزب الله في جنوب لبنان. وأوضح أدرعي أن الغارات تهدف إلى منع أي محاولات لإعادة إعمار أنشطة الحزب في المنطقة، معتبرًا أنها إجراءات دفاعية ضرورية. تأتي هذه التصريحات بعد موجة هجمات سابقة، ما يعكس استمرار إسرائيل في استخدام القوة العسكرية ضد مواقع تقول إنها تشكل تهديدًا لأمنها. ومع ذلك، يشدد المراقبون على أن هذه العمليات تزيد من حالة التوتر على الحدود، وتفتح المجال لاحتمال مواجهات أوسع في المستقبل القريب.

 

انتهاكات متكررة وخرق وقف إطلاق النار

 

شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، أبرزها العدوان الذي بدأ في 8 أكتوبر 2023 وتحول إلى حرب واسعة النطاق في سبتمبر 2024، وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى. ومع إعلان وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024 بين حزب الله وإسرائيل، تشير البيانات الرسمية إلى أن إسرائيل خرقت الاتفاق أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن مئات الضحايا المدنيين. كما تستمر تل أبيب في احتلال تلال لبنانية استولت عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق محتلة منذ عقود، مما يعزز المخاوف من تصعيد جديد يهدد الاستقرار الإقليمي.

 

توتر مستمر وخشية من مواجهة أكبر

 

على الرغم من الجهود الدبلوماسية للتهدئة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على جنوب لبنان، في وقت يبدي فيه لبنان تمسكه بالقرارات الدولية وحقه في الدفاع عن أراضيه. ويثير استمرار الاحتلال والاعتداءات مخاوف من تصعيد عسكري شامل، قد يشمل مواجهات مفتوحة على الحدود، ما يزيد الضغط على المدنيين ويهدد الأمن الإقليمي. وتظل الدعوات الدولية لوقف الأعمال العدائية والمراقبة الدقيقة لتطبيق اتفاق وقف النار العامل الأهم لتجنب مواجهة كبرى، في وقت يراقب المجتمع الدولي التطورات عن كثب لتفادي تداعيات أكبر على المنطقة.

اقرأ أيضاً

بعد مغادرة ترامب.. بريطانيا تقترب من الاعتراف بدولة فلسطين

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى