تصاعد التوتر في لوس أنجلوس بسبب الترحيل واستدعاء الحرس الوطني الفيدرالي
احتجاجات غاضبة واتهامات دستورية تعمق الخلاف بين واشنطن وكاليفورنيا

تشهد أزمة الهجرة في الولايات المتحدة تصعيداً خطيراً، بعد أن أمر الرئيس دونالد ترامب بنشر نحو 2000 عنصر من الحرس الوطني في شوارع لوس أنجلوس، في خطوة أثارت احتجاجات غاضبة ضد حملات الترحيل التي نفذتها السلطات الفيدرالية مؤخراً. ووصف حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، هذه الخطوة بأنها “غير دستورية”، ما تسبب في اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وأثار موجة انتقادات من المسؤولين المحليين، مما يعكس عمق التوتر القائم بين إدارة ترامب وحكومة الولاية.
انتشار الحرس الوطني وسط المدينة
وصلت أولى وحدات الحرس الوطني إلى وسط لوس أنجلوس صباح الأحد، بعد ليلة من الاحتجاجات التي اندلعت عقب مداهمات نفذتها إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، وأسفرت عن اعتقال أكثر من 100 شخص، بينهم 35 مكسيكياً وفق تصريحات الرئيسة المكسيكية. وتركزت الاحتجاجات قرب مبنى إدوارد ر. رويبال الفيدرالي، حيث يقع أحد مراكز احتجاز المهاجرين.
تحول التظاهرات من سلمية إلى صدامات
رغم الطابع السلمي للتظاهرات في بدايتها، إلا أن الأوضاع سرعان ما تدهورت خلال النهار. استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، متهمة بعضهم برمي زجاجات وقطع خرسانية. وشارك عناصر الحرس الوطني بملابسهم الواقية في تفريق الحشود، في حين قال شهود عيان إنهم شعروا بأنهم يُعامَلون كمجرمين رغم احتجاجهم السلمي.
نيوسوم يصف الخطوة بأنها “غير قانونية”
قال حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، في مقابلة تلفزيونية إن الولاية ستقاضي الحكومة الفيدرالية بسبب نشر الحرس الوطني دون التنسيق مع سلطات الولاية، معتبراً ذلك “غير قانوني وغير أخلاقي”. وأضاف أن هذا الإجراء يمثل تعدياً صارخاً على سيادة الولاية وقدرتها على إدارة شؤونها الداخلية.
ترامب يدافع ويهدد: “سننشر الجنود في كل مكان”
في المقابل، دافع الرئيس ترامب عن قراره مؤكداً أنه سيتخذ إجراءات أشد إن استمرت الاحتجاجات. وقال عبر منصة “تروث سوشال” إن المدينة تعجّ “بالمهاجرين غير الشرعيين والمجرمين”، وإن هذه “أعمال شغب” لن تؤدي إلا إلى تشديد الحملة. وأضاف: “إذا لم يتحرك نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس، فسنتصرف نحن”.
مخاوف محلية من التصعيد ودعوات للتهدئة
عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، حذّرت من أن نشر الحرس الوطني قد يؤدي إلى “خلق متعمد للفوضى”، مؤكدة أن الشرطة المحلية قادرة على السيطرة على الوضع. كما أعربت عن قلقها من حالة الخوف التي يعيشها السكان، لا سيما بعد أن فقد كثيرون الاتصال بأفراد عائلاتهم الذين تم اعتقالهم خلال المداهمات.
البيت الأبيض يصعّد اللهجة: المحتجون “عصابات”
وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، المحتجين بأنهم “عصابات عنيفة” هاجموا القوات الفيدرالية. وأكدت إدارة الهجرة أن كل من يعيق عمل موظفيها سيواجه الملاحقة الجنائية. كما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن من يمنع تنفيذ أوامر الاعتقال سيتعرض للسجن الفيدرالي.
إشارات إلى عسكرة الأزمة: قانون التمرد على الطاولة
في تصعيد إضافي، أعلن وزير الدفاع بيت هيغسث أن مشاة البحرية الأميركية في حالة “تأهب مرتفع” لاحتمال تكليفهم بمهام داخلية. وأشار ترامب إلى إمكانية تفعيل “قانون التمرد” لعام 1807، الذي يمنحه صلاحية استخدام الجيش لفرض النظام داخل البلاد، قائلاً: “القرار يعود لي”.
احتجاجات مستمرة وسط أجواء من القلق المتصاعد
مع تواصل الاحتجاجات في ضواحي لوس أنجلوس مثل باراماونت وكومبتون، ومع تكرار استخدام القوة لتفريق المتظاهرين، تتجه الأزمة نحو مزيد من التصعيد. وفي ظل تمسك ترامب بنهج التشدد، ورفض السلطات المحلية التدخل الفيدرالي، قالت عمدة المدينة إن ما يجري يعكس “الانحدار الخطير في العلاقة بين الحكومة المحلية والفيدرالية”.