تقرير الجارديان البريطانية حول اختراق الطائرات المسيّرة الروسية للأجواء البولندية

شهدت الساعات الماضية توترًا متصاعدًا على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد إعلان بولندا أن أجواءها تعرّضت لاختراق واسع من قبل طائرات مسيّرة روسية أثناء هجوم موسع استهدف أوكرانيا.
الموقف البولندي
أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن “عددًا ضخمًا” من الطائرات المسيّرة الروسية دخل المجال الجوي البولندي، مشيرًا إلى أن الوحدات العسكرية تمكنت من إسقاط تلك التي شكّلت تهديدًا مباشرًا. وأضاف أنه على تواصل مستمر مع الأمين العام للناتو والحلفاء لمتابعة التطورات.
كما عقدت الحكومة البولندية اجتماعًا طارئًا حضره كبار قادة الجيش وأجهزة الطوارئ، بينما أعلنت القوات المسلحة انتهاء عملية الاعتراض الجوي، مع استمرار عمليات البحث عن حطام الطائرات.
الموقف الأوكراني
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف الحادثة بأنها “سابقة خطيرة للغاية لأوروبا”، مشيرًا إلى أن الهجوم الروسي شمل أكثر من 415 طائرة مسيّرة و 40 صاروخًا استهدفت مناطق عدة في أوكرانيا، إضافة إلى ما لا يقل عن ثماني مسيّرات اخترقت الأجواء البولندية.
ودعا زيلينسكي إلى رد قوي ومنسّق من الشركاء الغربيين، مؤكدًا أن تأخر العقوبات على روسيا يتيح لها التمادي في التصعيد.
ردود الفعل الأوروبية والدولية
الاتحاد الأوروبي: الممثلة العليا للشؤون الخارجية كايا كالاس اعتبرت أن دخول المسيّرات الروسية الأجواء الأوروبية كان “متعمدًا وليس عرضيًا”، واصفة إياه بأنه “أخطر انتهاك للمجال الجوي الأوروبي منذ بداية الحرب”.
الناتو: أعلن الحلف أنه يتابع التطورات عن كثب، وأن الأمين العام مارك روته على تواصل مباشر مع القيادة البولندية.
المفوضية الأوروبية للدفاع: دعت إلى إنشاء “جدار من المسيّرات” على الحدود الشرقية لتعزيز الدفاعات المشتركة ضد التهديدات الروسية.
الولايات المتحدة: مسؤولون سابقون في البنتاغون اعتبروا أن دخول هذا العدد من المسيّرات لا يمكن اعتباره “خطأ”، بل اختبارًا لمدى جاهزية الناتو للرد.
الأوضاع الميدانية
العثور على أجزاء من طائرات مسيّرة في منطقة “تشيزنيكي” بجنوب شرق بولندا دون تسجيل إصابات.
إصابة ثلاثة مدنيين في مدينة “فولوتشيسك” الأوكرانية بعد استهداف مصنع ملابس بمقذوف روسي.
إعادة فتح مطارات وارسو، مودلين، وريسزوف بعد إغلاق مؤقت، بينما بقي مطار لوبلين مغلقًا.
تطورات الساعات الأخيرة تؤكد اتساع رقعة المواجهة الروسية في المنطقة، مع تجاوز الهجمات حدود أوكرانيا لتطال دولة عضوًا في الناتو. وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة في حال لم يتم احتواء الأزمة عبر رد دولي موحد وسريع.