ترامب يستعد لإعلان مرتقب في البيت الأبيض وسط توقعات بفرض رسوم جمركية جديدة

أعلنت الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب سيلقي إعلانًا مهمًا من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، في تمام الساعة 4:30 مساءً بتوقيت واشنطن، وفقًا للجدول الرسمي الذي نشرته دائرة الإعلام الرئاسي.

ورغم عدم كشف البيت الأبيض عن مضمون الإعلان بشكل مباشر، فإن وسائل إعلام أمريكية مرموقة رجّحت أن يدور الخطاب حول فرض رسوم جمركية إضافية، في إطار سياسة ترامب التصعيدية تجاه الدول التي تتعامل تجاريًا مع الخصوم الجيوسياسيين لواشنطن، وتحديدًا روسيا والصين.

تهديدات اقتصادية ضد الهند بسبب النفط الروسي

تأتي هذه الخطوة بعد يومين فقط من منشور صريح للرئيس ترامب على منصة Truth Social، هدد فيه بفرض رسوم “كبيرة جدًا” على الهند، بسبب ما وصفه بـ”شرائها النفط الروسي بأسعار مخفضة ثم إعادة بيعه لتحقيق مكاسب”.

وكتب ترامب:

“الهند تستغل الأسعار المنخفضة للنفط الروسي، ثم تعيد بيعه وتربح. هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف. سنقوم برفع الرسوم الجمركية بشكل كبير.”

ويُنظر إلى هذا التصريح على أنه إشارة مباشرة لما قد يتضمنه إعلان اليوم، في ظل تزايد التوترات التجارية التي يتبناها ترامب في ولايته الثانية، كجزء من استراتيجيته لإعادة رسم خريطة التجارة العالمية بما يخدم المصالح الأمريكية.

تصعيد تجاري محتمل وتأثيره على الأسواق

مصادر اقتصادية مطلعة تحدثت عن أن ترامب قد يعلن عن رسوم تصل إلى 35% على واردات الطاقة من بعض الدول، وعلى وجه الخصوص الهند، وربما دول آسيوية أخرى تتعامل مع النفط الروسي. ويرى مراقبون أن ترامب يستخدم هذه الأدوات التجارية ليس فقط لفرض الهيمنة الاقتصادية، بل أيضًا لإعادة فرض النفوذ الجيوسياسي الأمريكي في ملفات الطاقة والتحالفات الإقليمية.

هذا وقد أثارت التسريبات الأولية قلقًا في أسواق المال الدولية، حيث سجلت بعض مؤشرات البورصة تذبذبًا صباح اليوم، في انتظار ما سيعلنه ترامب رسميًا خلال الساعات القادمة.

خطوة جديدة في سياسة “أمريكا أولًا”

الإعلان المرتقب يأتي في سياق سلسلة إجراءات اتخذها ترامب منذ بداية ولايته الثانية، أبرزها:

فرض رسوم بنسبة 25% على الصادرات الأوروبية الصناعية.

تقليص اتفاقات التجارة الحرة مع كندا والمكسيك وتعديلها لصالح الشركات الأمريكية.

الضغط على كوريا الجنوبية واليابان لتعديل شروط استقبال السيارات الأمريكية.

وبالتالي، فإن ما سيعلنه ترامب اليوم لن يكون معزولًا عن هذا النهج الصارم، بل يبدو امتدادًا له وتصعيدًا إضافيًا في حرب الرسوم التي يشنّها على خصومه وشركائه التجاريين على حد سواء.

اقرأ أيضاً…

إسرائيل تختبر بنجاح نسخة مطوّرة من منظومة “مقلاع داوود” الدفاعية

ترقب في الهند ورد فعل محتمل

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الهندية، لكن مصادر دبلوماسية في نيودلهي أكدت أن الإعلان “قيد المتابعة الدقيقة”، وأن الهند تحتفظ بحق الرد المناسب في حال تم فرض الرسوم الجديدة.

وقد صرّح مسؤول هندي لوكالة رويترز – مفضّلًا عدم الكشف عن اسمه – أن بلاده “لم تخرق أي التزامات دولية في شرائها النفط من روسيا، وأنها تمارس حقها السيادي في تنويع مصادر الطاقة”.

ماذا بعد الإعلان؟

من المتوقع أن يعقب إعلان ترامب مؤتمر صحفي أو سلسلة منشورات توضيحية على منصة Truth Social، قد يتضمن تفاصيل الأهداف التجارية للإجراءات، والفئات المستهدفة من الرسوم، وموعد بدء التنفيذ. كما ستُتابع الأسواق والدوائر الدبلوماسية الدولية بدقة ما إذا كان هذا القرار سيفتح جبهة تجارية جديدة بين واشنطن ونيودلهي — شريكتين في تحالفات كبرى مثل “كواد” و”منتدى المحيطين”.

يبقى السؤال الأهم:

هل يستخدم ترامب هذه الخطوات كأداة ضغط اقتصادية لفرض أجندته الدولية؟ أم أن هذا التصعيد قد يُفقد الولايات المتحدة بعضًا من حلفائها في ظل عالم يعاد تشكيل تحالفاته؟ الإجابة قد تبدأ من خطاب اليوم.