الاقتصاد

جدل علي الانترنت حول الحاله الخارجية لأحدث مدمرات البحرية الأمريكية

مليارات الجنيهات لدعم المشروعات العقارية الكبرى في مصر

أثارت صور جديدة للمدمرة الأمريكية USS Michael Monsoor من فئة “زوموالت” موجة واسعة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن أظهرت لقطات التقطت أثناء توقفها في ميناء يوكوسوكا باليابان علامات واضحة من التآكل، وتغير لون الطلاء، وخطوط صدأ بارزة على هيكلها الخارجي. هذه المشاهدات أثارت تساؤلات حادة حول مدى جاهزية واحدة من أكثر القطع الحربية تطورًا في الأسطول الأمريكي، ومدى تأثير هذه الحالة على قدرتها التخفيّة المصممة لتقليل البصمة الرادارية.

 

انتقادات وسخرية عبر المنصات الرقمية

انتشرت التعليقات الساخرة باللغتين اليابانية والإنجليزية، حيث شبه بعض المستخدمين المدمرة بـ”سفينة عتيقة” بدلاً من أن تكون رمزًا للتفوق التكنولوجي. وذهب آخرون للتشكيك في قدرة السفينة على الحفاظ على ميزتها الشبحية إذا استمر تدهور مظهرها الخارجي. إحدى التغريدات علّقت: “هذا المستوى من التآكل… حتى بقع الزيت مروعة… ستحتاج إلى شجاعة لدخول المعركة بها”، بينما كتب آخر: “من الأفضل الصراخ بأعلى صوت بدلًا من الاعتماد على التخفي”.

 

البحرية الأمريكية: الأمر تجميلي فقط

ردت البحرية الأمريكية بسرعة، مؤكدة أن ما يظهر في الصور ليس سوى آثار طبيعية للتشغيل المستمر في بيئات بحرية قاسية، حيث تؤدي مياه البحر المالحة، وأشعة الشمس فوق البنفسجية، والملوثات البحرية، إلى هذه العلامات على الهيكل. كما أشارت إلى أن بعض الخطوط الداكنة مرتبطة بمعدات الربط المعدنية المستخدمة أثناء رسو السفينة، وأن الحالة الخارجية لا تؤثر على الجاهزية القتالية أو القدرات التشغيلية.

 

مشروع طموح انتهى بثلاث سفن فقط

تعد USS Michael Monsoor ثاني ثلاث مدمرات فقط من فئة “زوموالت”، وهو برنامج كان مخططًا في البداية لبناء 32 سفينة، لكنه تقلص بشدة بسبب تجاوزات هائلة في التكاليف وتغيرات في متطلبات المهام وفشل في تطوير أنظمة التسليح الرئيسية. فقدت الفئة دورها الأصلي في دعم عمليات الإنزال البرمائي بعد إلغاء شراء الذخيرة الخاصة بمدافعها المتطورة عيار 155 ملم.

تكاليف فلكية وتغيّر في الرؤية الاستراتيجية

وفقًا لتقارير مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي، كانت التكلفة المتوقعة للسفينة في عام 1998 نحو 1.3 مليار دولار، لكنها قفزت بحلول أوائل العشرينيات من القرن الحالي إلى أكثر من 9 مليارات دولار للوحدة الواحدة، شاملة البحث والتطوير. ومع تقليص الإنتاج، تحولت مهمة الفئة إلى دمج أسلحة فرط صوتية وأنظمة ضربات بعيدة المدى ضمن مشروع “الضربة الفورية التقليدية”.

 

إمكانات تقنية متقدمة وسط الجدل

رغم الانتقادات، تبقى فئة “زوموالت” من أكثر السفن الحربية تقدمًا في العالم، إذ تعمل بنظام دفع كهربائي متكامل، وتتميز بهيكل “التامبلهوم” الفريد لتقليل البصمة الرادارية. إلا أن الجدل مستمر حول ما إذا كانت هذه القدرات تعوّض عن الكلفة الباهظة والتحديات التشغيلية.

 

بين صورة الواقع وصورة الطموح

بالنسبة لمنتقدي المشروع، فإن صور USS Michael Monsoor الأخيرة ليست مجرد دليل على تقادم الطلاء، بل رمز لفجوة بين وعود التكنولوجيا العسكرية الأمريكية وواقع التنفيذ. أما المؤيدون، فيرون أن الأداء الفعلي وقدرات التسليح أهم من المظهر الخارجي، وأن هذه السفن ما زالت تمثل رصيدًا استراتيجيًا مهمًا في المسرح البحري العالمي.

 

المستقبل بين الصيانة والتحديث

لم تصدر البحرية الأمريكية أي تصريحات إضافية حول الحالة التفصيلية للسفينة، لكنها أكدت استمرار نشرها في المحيط الهادئ، مع إخضاعها لصيانات دورية وتحديثات وفق معايير الأسطول. ويبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كانت فئة “زوموالت” ستثبت في النهاية أنها استثمار استراتيجي ناجح أو درس مكلف في حدود الابتكار العسكري.

اقرا ايضا

هجوم مسلح على محكمه في إيران يكشف هشاشة الأمن في جنوب شرق البلاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى