عربي وعالمي

“تصاعد الأزمة الإنسانية” في غزة وسط تصعيد عسكري مستمر

الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من «أقسى مرحلة» للصراع

حذر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من أن الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون حالياً «أقسى مرحلة» من الصراع الدائر مع إسرائيل، وسط “تصعيد عسكري مكثف” يضاعف معاناة المدنيين. ولفت غوتيريش إلى أن الوضع الإنساني في غزة يقترب من «مخاطر المجاعة» بسبب استمرار الحصار ونقص وصول المساعدات الإنسانية.

المساعدات الإنسانية: كميات محدودة بفترات متأخرة:

رغم رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً وفتح معبر كرم أبو سالم، دخل القطاع حوالي 300 شاحنة مساعدات فقط منذ بدء التخفيف، في حين كان العدد قبل الحرب يصل إلى 500 شاحنة يومياً. ومع ذلك، وصل فقط ثلث هذه المساعدات إلى المستودعات داخل غزة بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، مما يعيق وصول الغذاء والدواء إلى المحتاجين.

ووصف المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية هذا الوضع بأنه «قليل، متأخر وبطيء»، داعياً إلى زيادة المساعدات بشكل ملحوظ وفعال لإنقاذ السكان الذين يعانون من ظروف إنسانية صعبة.

خسائر بشرية ومجزرة مروعة في شمال غزة:

شهدت غزة خلال الـ24 ساعة الماضية قصفاً مكثفاً أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصاً، بينهم نساء وأطفال في مناطق خان يونس، دير البلح، ومخيم جباليا. كما أعلنت فرق الدفاع المدني عن مفقودين تحت أنقاض مبنى سكني تعرض لقصف جوي شمال القطاع، ووصفت الحادثة بـ«المجزرة المروعة»، حيث لا تزال عمليات البحث متواصلة رغم نقص المعدات الثقيلة.

انهيار النظام الصحي مع تدمير 94% من المستشفيات:

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن القطاع الصحي في غزة يواجه انهياراً حاداً، إذ تعرضت 94% من مستشفيات القطاع للدمار أو التلف بسبب القصف المستمر. وأغلقت عدة مستشفيات رئيسية أبوابها، مما يضع القطاع الصحي على حافة الانهيار الكامل ويهدد حياة المرضى وخصوصاً الأطفال والمرضى المزمنين.

ارتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال:

أعلنت منظمة اليونيسف أن أكثر من 9,000 طفل في غزة تم علاجهم من سوء التغذية هذا العام، مع توقعات بارتفاع عدد الحالات خلال الأشهر المقبلة بسبب نقص الغذاء والمياه النقية. وأكدت منظمات الإغاثة أن هذا الوضع يشكل تهديداً مباشراً على حياة الأطفال في القطاع.

 

نزوح واسع… واضطرابات أمنية تعم القطاع:

وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، شهد الشهر الماضي نزوح حوالي 29% من سكان غزة مجدداً، وهو ما يعادل أكثر من 160,000 شخص، وسط ظروف إنسانية صعبة وعدم توفر ملاذات آمنة. وتشير التقارير إلى أن 81% من مساحة القطاع تقع تحت أوامر إخلاء أو مناطق عسكرية إسرائيلية، مما يحد من تحركات المدنيين ويزيد من هشاشة الأوضاع.

دعوات دولية لوقف التصعيد:

في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والخسائر المتزايدة في الأرواح، يطالب المجتمع الدولي بضرورة ضمان وصول مساعدات إنسانية مساعدات إنسانية عاجلة وكبيرة إلى قطاع غزة، إضافة إلى الدعوة لوقف التصعيد العسكري لتفادي كارثة إنسانية شاملة قد تؤثر على استقرار المنطقة بأسرها.

مجدولين السلطي

مجدولين السلطى صحفية فلسطينية سورية متميزة، عملت في عدة مواقع إعلامية محلية ودولية. تختص بتغطية المواضيع الصحية، وتقدم محتوى هادف للمراهقين والأطفال، مع التركيز على نشر الوعي الصحي والفئات العمرية المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى