الوكالات

من أجل المال أو المجد؟ قصة المقاتلين الصينيين في قلب المعركة الأوكرانية

في تقرير نشرته مجلة The Economist البريطانية، كشفت عن وجود عدد متزايد من المقاتلين الصينيين في ساحة الحرب الأوكرانية، تحديدًا في صفوف القوات الروسية. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن، في الثامن من أبريل، عن أسر اثنين من هؤلاء المقاتلين، ونشر مقاطع فيديو وصورًا لجوازي سفر صينيين، مؤكدًا أن عدد الصينيين المشاركين في القتال إلى جانب روسيا يتجاوز 150 فردًا.

الصين، من جهتها، أكدت أنها تتحقق من هذه المزاعم، مشددة على أنها لا تدعم مشاركة مواطنيها في أي صراع عسكري خارجي. ورغم أن بكين وفّرت لروسيا قطعًا تستخدم في الصناعات الدفاعية وساعدت في تخفيف أثر العقوبات الاقتصادية، فإنها تلتزم رسميًا بالحياد وتحرص على عدم الانخراط المباشر في الحرب.

بعض هؤلاء المقاتلين الصينيين برروا مشاركتهم برغبتهم في تحسين أوضاعهم المادية، حيث تحدث أحدهم، وهو رجل إطفاء سابق، عن عرض مغرٍ شاهده عبر مواقع التواصل يقترح أجورًا عالية للمنضمين. آخرون ذهبوا بدافع وطني، أو بحثًا عن “تجربة الحرب” كما وصفها أحدهم، متأثرًا بالأفلام الصينية القومية.

الندم المتأخر والصوت المعارض: وجوه صينية على الجانب الأوكراني

 

ورغم دوافعهم المختلفة، إلا أن الندم جمع معظم المقاتلين الصينيين الذين شاركوا في الحرب. بعضهم تحدث عن المعاملة السيئة من الجانب الروسي، وسوء الظروف، بل وصفهم أحدهم بأنهم يُعاملون كـ”وقود للمدافع”. بعضهم حاول الانسحاب، لكنهم مُنعوا من المغادرة، ولم يتلقوا أي دعم من سفارتهم.

في المقابل، قاتل بعض المتطوعين الصينيين في صفوف أوكرانيا بدوافع أيديولوجية. مثل بنغ تشنليانغ، الذي اعتُقل في الصين بسبب منشوراته المؤيدة لأوكرانيا، ثم التحق بالفيلق الأجنبي الأوكراني عام 2024 وقُتل لاحقًا. قبل وفاته، ظهر في مقطع يحمل علم تايوان ويُعبر عن رغبته بأن يُذكر إلى جانب المتطوع التايواني الذي سبق أن قُتل في الحرب.

وفي الصين، تتفاوت آراء الناس بين من يعتبر هؤلاء المقاتلين أبطالًا، ومن يراهم مجرد مرتزقة أو قوميين مغرر بهم. وبينما تلتزم بكين الصمت، قد تجد نفسها قريبًا مضطرة للرد على هذا الجدل المتصاعد.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى