نقابة الصحفيين الفلسطينيين تفتتح مركز التضامن الإعلامى بغزة
افتتاح مركز التضامن الإعلامي في غزة: دعم دولي ومحلي لتعزيز صمود الصحفيين

افتتحت نقابة الصحفيين الفلسطينيين صباح اليوم الثلاثاء مركز التضامن الإعلامي في ساحة مركز رشاد الشوا الثقافي وسط مدينة غزة، بتمويل ودعم من الاتحاد الدولي للصحفيين، وبشراكة مع عدد كبير من المؤسسات المحلية والدولية. ويأتي هذا المشروع في إطار جهود متواصلة لتعزيز بيئة العمل الإعلامي في القطاع، خصوصًا بعد التدمير الواسع الذي طال المؤسسات الصحفية خلال العدوان.

شهد حفل الافتتاح مشاركة عدد من الشخصيات البارزة عبر تقنية “زووم”، من بينهم منير زعرور، مسؤول المنطقة العربية في الاتحاد الدولي للصحفيين، وروث كرونينبرغ، المديرة التنفيذية لمؤسسة “صحافة حرة بلا حدود” (FPU)، إلى جانب نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر. وعلى الأرض، حضر الدكتور يحيى السراج، رئيس بلدية غزة، والدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين، إضافة إلى أعضاء الأمانة العامة والمجلس الإداري للنقابة، وعدد كبير من الشخصيات الوطنية والمجتمعية والأكاديمية التي تمثل الجامعات والمؤسسات والنقابات ووكالات الأنباء والزملاء الصحفيين.
دور النقابة والمؤسسات الشريكة في إنجاح المشروع
في كلمته، أعرب عاهد فروانة، أمين سر نقابة الصحفيين والمشرف على المركز، عن شكره العميق لكافة الجهات التي ساهمت في إقامة هذا المركز، الذي يمثل خطوة استراتيجية لخدمة الصحفيين الذين تضرروا بفعل الاعتداءات الإسرائيلية. وأوضح أن هذا المركز يُعد امتدادًا لمراكز مماثلة أنشأتها النقابة سابقًا في خان يونس ودير البلح، بهدف توفير بيئة عمل آمنة ومتكاملة للصحفيين، تتضمن خدمات الكهرباء، والإنترنت عالي السرعة، والمستلزمات التقنية الضرورية لمواصلة التغطية الإعلامية.

فروانة وجّه شكره بشكل خاص للاتحاد الدولي للصحفيين، ومؤسسة FPU، وبلدية غزة، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومؤسسة “رحمة حول العالم”، وشركة الاتصالات الفلسطينية، وشركة توزيع الكهرباء، إضافة إلى الصحفيين والصحفيات الذين تابعوا ودعموا المشروع منذ لحظاته الأولى. واعتبر أن هذا المركز ليس مجرد مبنى، بل منصة حقيقية لتعزيز صمود الإعلاميين الفلسطينيين وتوثيق جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
كلمات دولية تؤكد الدعم واستمرار التضامن
روث كرونينبرغ، المديرة التنفيذية لمؤسسة FPU، أكدت في كلمتها أن هذا المركز لا يُمثل فقط مساحة عمل تقليدية، بل هو “خيمة رمزية” يتنفس من خلالها الصحفيون الفلسطينيون، ويواصلون رسالتهم الإعلامية رغم الظروف القاسية. وأشارت إلى أن المؤسسة قدّمت نظام الطاقة الشمسية للمركز بالشراكة مع نقابة الصحفيين، في محاولة لضمان استمرارية العمل دون انقطاع، وتعزيز استقلالية البنية التحتية الإعلامية في غزة.
من جانبه، قال منير زعرور إن الاتحاد الدولي للصحفيين نفذ مشاريع مماثلة حول العالم، لكن المراكز التي أُنشئت في غزة تظل الأكثر رمزية وصعوبة من حيث التنفيذ، لما تحمله من دلالة خاصة على صمود الصحفيين الفلسطينيين. وأكد زعرور على أهمية أن تكون هذه المراكز نقطة انطلاق لأفكار جديدة حول إعادة بناء قطاع الإعلام الفلسطيني، مع ضرورة إشراك الصحفيين المحليين في هذا التخطيط المستقبلي لضمان استجابة واقعية لاحتياجاتهم المهنية والإنسانية.
إشادات محلية ودعوات للاستمرار في دعم الصحفيين
أشاد ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، بالدور الكبير الذي لعبه الاتحاد الدولي للصحفيين، ومؤسسة FPU، والاتحادات العمالية والصحفية حول العالم، إضافة إلى الشركات والمؤسسات الوطنية التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز. وأكد أن النقابة ستواصل العمل على توفير المأوى المهني والدعم اللوجستي للصحفيين في غزة، الذين يعملون في ظروف قاهرة بفعل العدوان والانتهاكات المستمرة بحقهم.
وأضاف أبو بكر أن مراكز التضامن الإعلامي ستظل بمثابة حاضنة إعلامية مهمّة في ظل الدمار الذي طال المؤسسات الإعلامية، مشيرًا إلى أن النقابة ترى في هذه المراكز خطوة عملية لتمكين الصحفيين من أداء رسالتهم الوطنية والمهنية، وتوفير خدمات أساسية تساعدهم على تجاوز الأزمات.
من جهته، أعرب الدكتور يحيى السراج، رئيس بلدية غزة، عن فخره بمشاركة البلدية في هذا المشروع الحيوي، مؤكدًا أن دعم الصحافة الحرة والمستقلة يُعد من أولويات العمل الوطني في هذه المرحلة. وأضاف أن الحضور الكثيف في حفل الافتتاح يُعبّر عن وحدة الجسم الصحفي الفلسطيني والتفافه حول نقابته، التي تقوم بتمثيله والدفاع عن حقوقه في مختلف المحافل.
اقرأ أيضاً…
بريطانيا فى مرمى دعوى قضائية لعدم إجلائها أطفالا فى حالات حرجة من غزة
ختام رمزي: فيلم وثائقي يوثق مراحل الإنجاز
اختُتم الحفل بعرض فيلم وثائقي قصير يوثق مراحل إنشاء المركز منذ بدايته وحتى اكتماله، متضمنًا مشاهد من العمل الميداني وشهادات داعمة من المؤسسات الشريكة. كما تخلل الفيلم رسائل شكر وتقدير للجهات المحلية والدولية التي أسهمت في تحويل هذا المشروع من فكرة إلى واقع ملموس، يعكس الإرادة الجماعية في حماية حرية الصحافة الفلسطينية وتعزيز حضورها في الميدان رغم كل الصعوبات.