المتظاهرون يغلقون طرقاً رئيسية في تل أبيب ويرفعون أعلام الأسرى

شهدت مدن إسرائيلية، اليوم الأحد، موجة من الإضرابات والاحتجاجات الواسعة، قادتها عائلات الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، وسط تصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب المستمرة منذ ما يقارب العامين.
قطع طرق وشلل في تل أبيب
وتجمع آلاف المتظاهرين في شوارع مختلفة، حيث أغلقوا محاور رئيسية، من بينها طريق سريع مركزي في مدينة تل أبيب. ولوّح المحتجون بالأعلام الإسرائيلية إلى جانب أعلام صفراء ترمز إلى الأسرى، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي من إطالة أمد الحرب.
وردّد المشاركون شعارات تدعو إلى إنهاء العمليات العسكرية فوراً، والتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى، بدلاً من التوجه نحو تصعيد جديد في مدينة غزة.
دعوات إلى “يوم وطني” للاحتجاج
عائلات الأسرى كانت قد دعت إلى تنظيم ما وصفوه بـ”يوم وطني لوقف مظاهر الحياة اليومية”، في إشارة إلى شلّ الحركة الطبيعية داخل إسرائيل للتعبير عن الإحباط المتنامي جراء استمرار الحرب من دون تحقيق اختراق حقيقي في ملف الأسرى.
ويأتي هذا الحراك في وقت تخشى فيه العائلات من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي وشيك على غزة قد يعرّض حياة الرهائن المتبقين للخطر، في ظل تقديرات تفيد بأن خمسين أسيراً ما زالوا محتجزين لدى حماس، يُعتقد أن عشرين منهم فقط على قيد الحياة.
نتنياهو يهاجم المتظاهرين
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقد بشدة هذه الاحتجاجات، معتبراً أنها تصب في مصلحة حركة حماس. وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته، الأحد: “أولئك الذين يدعون إلى إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس، لا يعززون موقف الحركة فقط ويؤخرون تحرير رهائننا، بل يضمنون أيضاً تكرار مآسي السابع من أكتوبر”.
وأشار نتنياهو إلى أن إنهاء الحرب في هذه المرحلة سيُعد “تنازلاً خطيراً”، مؤكداً أن الحكومة عازمة على مواصلة عملياتها حتى تحقيق أهدافها العسكرية.
حرب مستمرة منذ 22 شهراً
الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، دخلت شهرها الثاني والعشرين وسط جمود سياسي وعسكري. فرغم الضربات الإسرائيلية المكثفة، لا يزال ملف الأسرى يشكل أكبر معضلة داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تتنامى الضغوط الشعبية على الحكومة للتوصل إلى صفقة تبادل.
ويرى مراقبون أن استمرار الحرب من دون نتائج ملموسة على صعيد الأسرى يزيد من حدة الانقسام الداخلي في إسرائيل، بين مؤيد لمواصلة القتال لإضعاف حماس، وآخرين يفضلون وقف العمليات والتفاوض المباشر من أجل إنقاذ من تبقى على قيد الحياة.
انقسام داخلي وأزمة ثقة
الاحتجاجات الأخيرة تعكس أزمة ثقة متصاعدة بين الحكومة الإسرائيلية وعائلات الأسرى. فبينما تؤكد السلطات أن أي تنازل مبكر قد يضعف موقفها التفاوضي، ترى العائلات أن التأخير يعني فقدان المزيد من الأرواح.
ويرجح محللون أن تتكرر هذه التظاهرات خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتحقق أي تقدم ملموس في المحادثات غير المباشرة مع حماس، خصوصاً مع تزايد الحديث عن عملية عسكرية جديدة قد تزيد الوضع تعقيداً.
خلاصة
في ظل هذه الأجواء، يقف الملف الإنساني للأسرى الإسرائيليين على مفترق طرق حساس: فبينما تتمسك الحكومة بخيار الحسم العسكري، تصر العائلات والمتظاهرون على أن الحل السياسي والتفاوضي هو الطريق الوحيد لإنقاذ الأرواح ووقف نزيف الحرب. ويبدو أن الأزمة الداخلية في إسرائيل ستتواصل ما لم يتم التوصل إلى اتفاق يوازن بين الأهداف العسكرية والضغوط الإنسانية المتفاقمة.