الوكالات

عودة Bayraktar TB2 إلى أوكرانيا: غرق سفينة روسية في البحر الأسود

بعد غياب طويل عن ساحة القتال، عاد الطراز التركي الشهير Bayraktar TB2 ليؤكد مرة أخرى دوره الحاسم في مواجهة القوات الروسية في أوكرانيا. هذا الطراز المسير، الذي أثبت فعاليته خلال المراحل الأولى من الحرب، تمكن من إعادة تشكيل المشهد العسكري البحري والجوي، مستهدفًا السفن الروسية في البحر الأسود بدقة عالية. الغارات الأخيرة التي نفذها TB2 أظهرت ثغرة في الدفاعات الجوية الروسية، وأعادت الطائرات المسيرة إلى دائرة الأضواء العالمية، حيث تتزايد اهتمام الدول بهذا النوع من الأسلحة الذكية.

الهجوم الذي وقع في 3 سبتمبر 2025 قرب رأس تندريفسكا يعد مثالًا واضحًا على كيفية استخدام الطائرات المسيرة لإحداث تأثير استراتيجي كبير مع خسائر محدودة، مؤكدًا أن TB2 لا يزال سلاحًا رئيسيًا في يد أوكرانيا لتحقيق التفوق الجوي والبحري.

 

غرق السفينة الروسية: تفاصيل الهجوم

 

في 3 سبتمبر 2025، دمّرت الطائرة المسيرة TB2 سفينة هجومية روسية سريعة تقل قوات مظلية قرب رأس تندريفسكا. أكدت البحرية الأوكرانية الهجوم، ونشرت صورًا تُظهر واجهة الاستهداف المميزة للطائرة. ذكرت البحرية في بيان رسمي أن 7 أشخاص قتلوا و4 جرحوا. رأس تندريفسكا هو شريط ضيق من الأرض في منطقة خيرسون المحتلة ويُستخدم كنقطة دعم للعمليات الروسية ومراقبة شمال البحر الأسود. رغم جهود القوات الأوكرانية الخاصة، يظل الروس يسيطرون على المنطقة بالكامل. عودة TB2 أظهرت ثغرة كبيرة في الدفاعات الجوية الروسية، ما ساهم في تعزيز قدرات الضرب الدقيقة للقوات الأوكرانية في البحر الأسود.

 

استراتيجية روسية ودور TB2 الجديد

 

وسعت القوات الروسية نطاق محطات الرادار لتعزيز نطاق الطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع والضرب. مع ذلك، أصبح TB2 الآن يعمل بحرية، وينفذ ضربات دقيقة بفضل دعم الطائرات الأوكرانية المزودة بنظام Starlink. المدونون العسكريون الروس لاحظوا تغيرًا في الديناميكيات العسكرية، إذ أصبحت TB2 قادرة على تنفيذ مهام هجومية بحرية لم تكن ممكنة سابقًا خوفًا من الدفاع الجوي الروسي. هذا التحرك يعكس استراتيجية أوكرانية جديدة، تستهدف تعطيل التفوق البحري الروسي وتحقيق تأثير نفسي وعسكري كبير على قوات العدو في البحر الأسود وشبه جزيرة القرم.

 

TB2 سلاح دقيق وفعّال

 

Bayraktar TB2 هو طائرة مسيرة متوسطة الارتفاع وطويلة المدى، قادرة على حمل أربع ذخائر MAM-L أو MAM-C، وتحليق يصل إلى 24 ساعة، ونطاق عمليات يزيد عن 150 كلم. تكلفتها أقل من 5 ملايين دولار، مما يجعلها مثالية لاستهداف السفن الصغيرة والمعدات البرية بدقة عالية. استخدمت أوكرانيا TB2 منذ 2019، وأُنشئ مركز صيانة في أوكرانيا عام 2023. خلال الغزو الروسي، استهدفت TB2 القوافل المدرعة والدبابات ومركبات النقل، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى، ما منح القوات الأوكرانية مساحة أكبر للقيام بمناورات وضربات استراتيجية.

 

نجاحات TB2 السابقة

 

أحد أبرز نجاحات TB2 كان المساهمة في غرق السفينة الرائدة لأسطول البحر الأسود الروسي، موسكفا، في أبريل 2022، من خلال دعم الاستطلاع وتشتيت الدفاع الجوي الروسي، ما سمح لصاروخ Neptune بضرب السفينة. كما استهدفت الدوريات والسفن البرمائية الروسية قرب أوديسا، وأصبحت أيقونة ثقافية في أوكرانيا. مع تعزيز روسيا للدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، تراجعت TB2 لمهام الاستطلاع في مناطق أقل خطورة، قبل أن تختفي مؤقتًا عن السماء الأوكرانية، لتعود لاحقًا إلى القتال بتنسيق مع الطائرات المسيرة الصغيرة.

اقرأ أيضاً

هبوط اضطراري لطائرة نقل روسية Il-76 في تشيريمشانكا بسبب عطل محرك

تأثير العودة على المسرح العسكري

 

عودة TB2 تُعد علامة على تحول جديد في الحرب، إذ تشير إلى ضعف مؤقت في الدفاعات الروسية، وقدرتها على دعم الضربات الدقيقة ومهام الاستطلاع. هذه الطائرات المسيرة أصبحت أداة استراتيجية متعددة الاستخدامات، قادرة على تنفيذ مهام هجومية بحرية وجوية مع تقليل الخسائر. عودة TB2 عززت من قدرات أوكرانيا على مواجهة التقدم الروسي، وأكدت أن هذه الطائرة المسيرة لا تزال عنصرًا محوريًا في إدارة الصراع وتأمين التفوق التكتيكي في البحر الأسود وخيرسون، بينما تتزايد أهميتها عالميًا كأداة عسكرية مستقبلية للدول المهتمة بتطوير الطائرات المسيرة الذكية.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى