من دروس F-35 إلى نهج F-47: سلاح الجو الأمريكي يستعيد السيطرة على مستقبل الطيران الحربي
الولايات المتحدة تتفادى أخطاء الماضي في تطوير مقاتلتها الجديدة F-47

الولايات المتحدة تتفادى أخطاء الماضي في تطوير مقاتلتها الجديدة F-47: امتلاك التكنولوجيا والتحكم في المستقبل
في تحوّل لافت في فلسفة التسلح الأمريكية، يسعى سلاح الجو الأمريكي لتصحيح أخطاء الماضي عبر مشروعه الجديد للمقاتلة F-47 من الجيل السادس. هذا المشروع الذي تتولى شركة “بوينغ” تصنيعه، يشكل قفزة استراتيجية ليس فقط على مستوى القدرات القتالية، بل في الكيفية التي تُدار بها ملكية التكنولوجيا وأنظمة التحديث والتطوير داخل المؤسسة العسكرية.
فعلى عكس مقاتلة F-35 التي كانت محط انتقادات شديدة بسبب الاعتماد الكامل على شركة “لوكهيد مارتن” وما ترتب عليه من صعوبات في إجراء الصيانة وتحديث الأنظمة، يؤكد الجنرال ديفيد ألفين، رئيس أركان سلاح الجو، أن F-47 ستكون مختلفة تمامًا. فقد تم اعتماد سياسة جديدة تمنح سلاح الجو سيطرة أكبر ومرونة أكبر في إدخال تحسينات مستقبلية على الطائرة دون الحاجة إلى العودة المستمرة للمقاول الأصلي.
ملكية كاملة للتكنولوجيا: نهاية “الاحتكار التعاقدي“
في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أوضح الجنرال ألفين أن سلاح الجو اعتمد نهجًا مختلفًا تمامًا مع F-47. هذه المرة، يمتلك الجيش ما يُعرف بـ”المرجعية المعمارية الحكومية”، وهي بمثابة خارطة طريق لإدارة التصميم والتطوير والإنتاج والصيانة.
قال ألفين:
“نحن نتحكم بالمشروع أكثر من أي وقت مضى. لدينا ملكية مباشرة لقاعدة التكنولوجيا، ونمتلك أنظمة المهام، مما يسمح بدخول شركات متعددة للمنافسة على التحديثات دون احتكار.”
تحديثات سريعة وفعالة: “سرعة البرمجيات لا العتاد“
واحدة من أبرز مزايا F-47، بحسب الجنرال ألفين، هي القدرة على تنفيذ تحديثات وتعديلات مستمرة بوتيرة أسرع تعتمد على البرمجيات، ما يقلل الحاجة إلى تغييرات مكلفة في العتاد أو انتظار دعم من الشركات المصنعة.
“الترقيات ستتم بسرعة البرمجيات، اعتمادًا على وتيرة عمل مهندسينا، وليس وفق شروط المقاول. هذه نقلة نوعية في طريقة التحديث والتطوير.”
درس F-35: تحذير من “الاحتكار الأبدي“
الخطوة الجديدة جاءت كرد فعل واضح على التجربة المعقدة لمشروع F-35، حيث لم يكن لدى وزارة الدفاع الأمريكية حقوق ملكية البيانات الفنية، ما أعاق قدرتها على صيانة وتحديث الطائرة دون تدخل مستمر من “لوكهيد مارتن”. وقد وصف وزير سلاح الجو السابق، فرانك كيندال، هذا الوضع بأنه “سوء تصرف تعاقدي” أدى إلى خلق “احتكار دائم”.
نظام مفتوح للمستقبل: إدخال موردين جدد بحرية
سلاح الجو يعتزم اعتماد بنية معيارية مفتوحة في F-47، ما يسمح بإدخال موردين جدد في أي وقت، وتحديث المكونات المختلفة دون الحاجة لإعادة بناء الطائرة بالكامل.
“نمتلك حق الوصول إلى الملكية الفكرية، ونستطيع التحديث دون التقيد بمصدر واحد. هذا يضع حدًا لنموذج الاحتكار الذي عانينا منه في F-35.”
تكامل مع الطائرات المرافقة: نظام موحد للمهام القتالية
ألفين أشار إلى أن نفس البنية التقنية المستخدمة في F-47 سيتم تطبيقها على الطائرات القتالية غير المأهولة المصاحبة (YFQ-42 وYFQ-44) التي تطورها شركتا General Atomics وAnduril. وهذا يعني أن أي تحديث تقني سيُطبق على النظام بأكمله، ما يزيد من الكفاءة ويقلل من التكاليف.
النتيجة: كفاءة قتالية أعلى وتكلفة أقل لدافعي الضرائب
من خلال هذا النموذج الجديد، يؤكد سلاح الجو أنه سيكون قادرًا على تحقيق نتائج قتالية أفضل بموارد أقل، مما يعكس نهجًا أكثر عقلانية وفعالية في الإنفاق العسكري.
“لن نُحدث طائرة واحدة فقط، بل سنُحدث نظامًا كاملًا. هذا هو العائد الحقيقي على استثمار دافعي الضرائب.”