الاقتصاد

دولة عربية تكشف عن مشروعات استثمارية لـ50 عاماً توفر ملايين الوظائف

أكد مصدر حكومي رفيع المستوى أن المشروع الجاري العمل عليه لا يقتصر على كونه مجرد طريق للنقل، بل يتعدى ذلك ليكون قناة استراتيجية متعددة الاستخدامات تشمل سككًا حديدية، طرقًا برية، وخطوطًا متكاملة للنفط والغاز والكهرباء، بالإضافة إلى شبكات الإنترنت، ما يجعله مشروعًا بنيويًا مركبًا على المستويين المحلي والدولي.

وأضاف المصدر أن التصميم الشامل للمشروع يأخذ بعين الاعتبار جميع الأبعاد اللوجستية والاقتصادية، ويهدف إلى تحويل العراق إلى مركز إقليمي يربط الشرق بالغرب ويمكّن من عبور البضائع والطاقة والمعلومات بسلاسة وفعالية.

مناطق اقتصادية خاصة ضمن المخطط

في خطوة تُعدّ محورية ضمن رؤية المشروع، أشار المسؤول إلى أن الخطة تتضمن إنشاء مناطق اقتصادية خاصة على امتداد مسار المشروع، لتكون بمثابة مراكز للتجارة والتصنيع والخدمات اللوجستية.

ويُتوقع أن تسهم هذه المناطق في توفير فرص عمل كبيرة، وجذب استثمارات محلية وأجنبية، وتنشيط الاقتصاد في المحافظات التي سيمر بها المشروع، مما يعزز التوازن التنموي بين مناطق العراق.

اهتمام دولي متزايد ومفاجئ

ولفت المصدر إلى أن الاهتمام الدولي بالمشروع لم يتراجع، بل شهد تطورًا ملحوظًا خلال الشهور الأخيرة. فقد تقدمت صناديق استثمار عالمية متخصصة بالبنى التحتية بطلبات رسمية للمشاركة في مراحل التنفيذ والتمويل.

المفاجئ في الأمر أن بعض هذه الطلبات جاءت من دول لم تكن متوقعة في السابق، ما يشير إلى إدراك عالمي متزايد لأهمية المشروع كحلقة وصل استراتيجية ومورد اقتصادي واعد.

الاتحاد الأوروبي يدخل على خط الاهتمام

ومن بين أبرز الجهات التي أبدت اهتمامها المتزايد بالمشروع، الاتحاد الأوروبي، الذي أبدى رغبة واضحة في الدخول كشريك في مراحله المختلفة.

ويأتي ذلك ضمن مساعي أوروبا لتأمين سلاسل التوريد وتنويع مصادر الطاقة، مما يجعل المشروع متماشيًا مع الأولويات الجيوسياسية الأوروبية الحالية، خاصة في ظل التوترات العالمية والتحولات في سوق الطاقة.

مشروع يخدم الأمن الاقتصادي والطاقة

وأكد المسؤول أن هذا المشروع يمثّل نقلة نوعية في مفهوم البنية التحتية في العراق والمنطقة عمومًا، ليس فقط من حيث دوره الاقتصادي المباشر، بل أيضًا باعتباره ركيزة من ركائز الأمن الاقتصادي وأمن الطاقة.

وأشار إلى أن خطوط الأنابيب المزمع إنشاؤها ستعزز من قدرة العراق على تصدير موارده من النفط والغاز بشكل أكثر مرونة وأمانًا، وتربطه بأسواق إقليمية وعالمية جديدة، في وقت يزداد فيه الطلب على مصادر الطاقة المستقرة.

التحديات متوقعة ولكن العمل مستمر

رغم الطموحات العالية المرتبطة بالمشروع، لم يُخفِ المسؤول وجود تحديات محتملة، تشمل الجوانب الفنية، التمويلية، والإدارية، إضافة إلى الظروف الأمنية في بعض المناطق.

لكنّه شدد على أن الإرادة السياسية الداعمة، والاهتمام الدولي، والتنسيق المستمر بين الجهات الحكومية والخاصة، هي عوامل كفيلة بتذليل هذه التحديات ودفع المشروع إلى الأمام.

العراق في قلب التحولات الإقليمية

يأتي هذا المشروع في وقت حساس تمر به المنطقة، حيث تتنافس دول عديدة على تأمين مواقعها في شبكات التجارة والطاقة العالمية. وبتنفيذه، يسعى العراق إلى أن يكون لاعبًا محوريًا في معادلة جيو-اقتصادية جديدة، تجمع بين الاستثمار، السيادة، والتنمية المستدامة.

اقرأ أيضاً:

تقرير: هل “الأمركة” تهدد الهوية البريطانية أم تثريها؟

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى