الصحة والتعليم

المسرح المدرسي فقد رسالته التربوية.. وحفلات “العريس والعروسة” تشوش وعي الأطفال| خاص

رودي نبيل: الطفل مش مشروع فرح.. حفلات المدارس لازم ترجع لصميمها التربوي

تتزايد في الآونة الأخيرة مشاهد حفلات التخرج داخل المدارس، والتي أصبحت في بعض الحالات تبتعد عن دورها التربوي وتميل إلى عروض سطحية، تروج لصورة غير واقعية عن الحياة وتخلط بين الطفولة والنضج قبل أوانه.

حول هذه الظاهرة، أجرى موقع “العالم في دقائق” حوارًا خاصًا مع رودي نبيل، مؤسس جروب “معًا لغدٍ مشرق للتعليم” وأدمن جروب “حوار مجتمعي تربوي”، ليحدثنا بصراحة عن خطورة ما يحدث في حفلات المدارس اليوم، ودور التربية والتعليم في ضبط هذا المسار.

بداية.. كيف ترى دور المسرح المدرسي في تكوين شخصية الطفل؟

رودي نبيل: المسرح المدرسي له تأثير سحري على الطفل، زمان كنا بنشوف ولادنا بيمثلوا أدوار الطبيب أو الضابط أو العالم، وكان الطفل بيعيش اللحظة وبيحلم يكون زي الشخصية دي فعلًا، المسرح كان وسيلة لغرس الانتماء، وتعزيز القيم، وتنمية الوعي، النهارده، مع الأسف، كتير من المدارس خرجت بالمسرح عن مساره التربوي وتحول لعرض استعراضي مشوش.

هل تقصد أن الحفلات الحالية أصبحت تُروج لمفاهيم مغلوطة؟

رودي نبيل: بكل وضوح: نعم، النهارده بنشوف فقرة “فرح وعريس وعروسة” في حفلات رياض الأطفال! إيه علاقة دا بالتعليم؟ هل ده هدف تربوي؟ الطفل في السن ده محتاج يحلم يبقى عالم أو طبيب أو جندي، مش يتصور بدلة فرح وكأن دي أولويته في الحياة، المفاهيم اتقلبت، وبقينا نغرس عند الأطفال صورة مشوهة عن المستقبل.

البعض يقول إن هذه مجرد وسيلة للفرحة والترفيه.. ما ردك؟

رودي نبيل: الفرح مطلوب، والاحتفال بالطفل مهم جدًا، لكن في فرق كبير بين الفرح الهادف، وبين العشوائية، أنا مش ضد إن الطفل يفرح أو يشارك في عرض، لكن لازم العرض يكون له هدف ورسالة.

محتاجين نسأل الفقرة دي هتفيد الطفل بإيه؟ هتزرع فيه إيه؟ لو الإجابة “لا شيء”، يبقى لازم نراجعها فورًا.

ما دور وزارة التربية والتعليم في ضبط محتوى هذه الحفلات؟

رودي نبيل: المطلوب من الوزارة خطة واضحة لتنظيم الحفلات، مش معقول كل مدرسة تعمل اللي هي عايزاه من غير أي توجيه عام.

لازم يبقى فيه ضوابط مكتوبة، وتعليمات إلزامية لكل إدارة مدرسية، المسرح المدرسي مش مكان عشوائي، دا أداة لصناعة الوعي وبناء القيم، لو أهملناه، هنلاقي أطفال بيقلدوا بس من غير فهم أو هدف.

ما نوع الفقرات التي ترى أنها مناسبة ومؤثرة تربويًا في الحفلات؟

رودي نبيل: فين الأغاني الوطنية؟ فين التمثيليات اللي بتتكلم عن دور الجيش أو الطبيب أو المعلم؟ فين فقرة “أنا مصري” أو “إزاي نحافظ على بيئتنا”؟ ليه مبقاش فيه عرض عن الوحدة الوطنية بين المسلم والمسيحي؟ دي كلها رسائل مهمة ممكن تسيب أثر عمره ما يروح في الطفل، الطفل اللي يمثل دور أم شهيد أو عالم كبير، هيفضل فاكر اللحظة دي طول عمره، ويمكن تحرك فيه حلم كبير.

وما تقييمك لدور أولياء الأمور في هذه الظاهرة؟

رودي نبيل: الأهالي لازم يصحوا. إزاي أب أو أم يوافقوا إن ابنهم يشارك في فقرة لا تليق بعمره؟ لازم نسأل ولادنا بيشاركوا في إيه وليه؟ ولازم يكون فيه رقابة من الإدارات التعليمية، مش بس من باب العقاب، لكن علشان نرجّع للمسرح احترامه، لو كل ولي أمر اهتم وسأل، وكل إدارة راجعت، هنقدر نعيد بناء المشهد.

هل يمكن أن تعود الحفلات المدرسية لمسارها الصحيح؟

رودي نبيل: أكيد. المطلوب فقط نعيد ترتيب الأولويات، مش ضد الحفلات، ولا ضد الفرح، لكن ضد العشوائية وضياع الهدف،لو كل مدرسة عرفت إن المسرح أداة تربية مش استعراض، ولو الوزارة حددت خطوط إرشادية واضحة، هنشوف حفلات تفرح القلب وتبني وعي حقيقي.

كلمة أخيرة توجهها للمسؤولين وأولياء الأمور؟

رودي نبيل: حفلة المدرسة مش هزار، دي بداية تشكيل مستقبل طفل. لما نفرح الطفل ونغرس فيه قيمة، نكون بنبني جيل يحلم ويتحمل مسؤولية، لكن لما نخلط المفاهيم ونقدّم له صورة سطحية للحياة، إحنا بنأذيه من غير ما نحس، خلونا نعيد للمسرح المدرسي رسالته، ونرجّع حفلاتنا تاني تبقى منارة للتربية.. مش فقرة من برنامج ترفيهي.

خلود عاشور

خلود عاشور صحفية متخصصة تحمل شهادة في اللغة العربية من كلية دار العلوم، وتتمتع بخبرة راسخة في الصحافة الإلكترونية. على مدار مسيرتها المهنية، تعاونت مع عدد من أبرز المنصات الإخبارية المتخصصة، وكرّست جهدها لتغطية ملفات التعليم بكل أبعادها. تُعرف بأسلوبها التحليلي الدقيق وقدرتها الاستثنائية على تبسيط القضايا التعليمية المعقدة، ما رسّخ مكانتها كمصدر موثوق ومؤثر لدى جمهور واسع من القراء والمهتمين بالشأن التعليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى