دبي تستبعد إسرائيل من معرضها الجوي بعد هجوم في قطر

أثار قرار منظمي معرض دبي للطيران استبعاد المشاركة الإسرائيلية جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والدفاعية بالمنطقة. القرار جاء في أعقاب هجوم إسرائيلي استهدف مفاوضين من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، ما أدى إلى تصاعد التوترات في منطقة الخليج. هذا التطور المفاجئ يسلط الضوء على هشاشة العلاقات الإقليمية، خاصة بعد مسار التطبيع الذي شهدته السنوات الأخيرة بين إسرائيل والإمارات. وبينما تترقب شركات الدفاع الإسرائيلية مآلات القرار على أمل تغيّره، فإن الغضب القطري المعلن والموقف الإماراتي الصارم يضعان مستقبل التعاون الدفاعي بين أبوظبي وتل أبيب أمام اختبار حقيقي.
قرار مفاجئ يربك المشاركين
أكد مسؤولون إسرائيليون أن منع الوفد الحكومي وممثلي الصناعات الدفاعية من المشاركة في معرض دبي للطيران كان بمثابة صدمة غير متوقعة. وبرغم أن المبررات الرسمية تمحورت حول “دواعٍ أمنية”، فإن التوقيت، الذي جاء بعد أقل من 24 ساعة على الهجوم الإسرائيلي في الدوحة، جعل الرسالة واضحة. ويُعد معرض دبي للطيران أحد أبرز المنصات العالمية لعرض أحدث الابتكارات الدفاعية والتكنولوجية، وكان حضور إسرائيل يمثل لها نافذة للتوسع في أسواق المنطقة.
قطر غاضبة من التصعيد الإسرائيلي
في أروقة معرض الصناعات الدفاعية DSEI بلندن، عبّر مسؤولون قطريون عن استيائهم العميق من الغارة الإسرائيلية على الدوحة. وأوضحوا أن مجرد مشاركة شركات إسرائيلية في معارض دولية إلى جانب وفود قطرية أمر “مستفز ومؤلم” في هذا التوقيت. هذا الموقف الصريح يعكس حجم التوتر السياسي الذي أعقب الحادثة، كما يبرز إصرار الدوحة على توجيه رسالة رفض قوية تجاه أي شكل من أشكال التطبيع العسكري مع تل أبيب وسط تصاعد الأوضاع.
تعاون عسكري مهدد بين الإمارات وإسرائيل
منذ توقيع اتفاقيات التطبيع عام 2020، شهدت العلاقات الدفاعية بين الإمارات وإسرائيل تطورًا متسارعًا. فقد افتتحت شركة “إلبيت سيستمز” مكتبها الأول في أبوظبي، بينما أبرمت “IAI” مع مجموعة “إيدج” الإماراتية عقودًا لتطوير أنظمة متقدمة، بينها سفن غير مأهولة. كما أسست شركة “رافائيل” شراكة مع مجموعة G42 في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. لكن التطورات الأخيرة قد تعرقل هذا المسار وتعيد حسابات أبوظبي بشأن جدوى استمرار التعاون الدفاعي مع شريك بات يثير خلافات إقليمية واسعة.
مستقبل غامض للعلاقات الدفاعية
يبقى قرار استبعاد إسرائيل من معرض دبي للطيران إشارة قوية على أن العلاقات المستجدة بين أبوظبي وتل أبيب ليست محصنة من الأزمات. فبينما تراهن شركات السلاح الإسرائيلية على تغيير الموقف في الأسابيع المقبلة، تبدو البيئة السياسية والإقليمية أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. ويُتوقع أن تشكل هذه الحادثة محطة مفصلية في تحديد مسار الشراكات الدفاعية المستقبلية بالمنطقة، حيث أصبحت الحسابات الأمنية والسياسية متداخلة بشكل يصعب الفصل بينهما.