ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.7% مع بدء تأثير رسوم ترامب الجمركية
فايننشال تايمز: ضغوط جديدة على الفيدرالي الأميركي مع تسارع أسعار المستهلكين

في تطور اقتصادي لافت يعكس تصاعد التوترات التجارية في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ارتفع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 2.7% خلال شهر يونيو، متجاوزًا التوقعات ومثيرًا مخاوف الأسواق من تداعيات سياسة الرسوم الجمركية المتصاعدة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فإن هذا الارتفاع المفاجئ يسلّط الضوء على أثر الحرب التجارية المستجدة التي أطلقها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، ويزيد من الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسته النقدية.
الرسوم الجمركية تبدأ في “العضّ”
بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي، فإن الزيادة الأخيرة في التضخم جاءت بعد أشهر من تصعيد ترامب لحملته التجارية، وفرضه رسومًا بنسبة 10% على طيف واسع من الواردات، إضافة إلى تهديده برفعها إلى مستويات أعلى في حال لم يتم التوصل إلى صفقات مع الشركاء التجاريين. خبراء اقتصاديون، من بينهم عمر شريف من مؤسسة Inflation Insights، أكدوا أن “تقرير اليوم أظهر أن الرسوم بدأت تؤتي آثارها”، لكن بوتيرة لا تزال “معتدلة” نسبيًا.
دعوات ترامب لخفض الفائدة.. من جديد
فيما لا تزال البيانات تُهضم من قِبل الأسواق، لم يتأخر ترامب في استغلالها للضغط مجددًا على الفيدرالي الأميركي، مطالبًا بتخفيضات عاجلة في سعر الفائدة. وكتب على منصة Truth Social: “الأسعار الاستهلاكية منخفضة.. خفضوا سعر الفائدة الآن!”. تأتي هذه الدعوة في ظل رغبة ترامب في تحفيز الاقتصاد قبل الانتخابات، وخفض كلفة خدمة الدين العام، والتي أشار إلى أنها قد تتراجع بتريليون دولار سنويًا في حال تم خفض الفائدة بمقدار 3 نقاط مئوية.
تضخم “اللبّ” تحت المجهر
رغم القفزة في مؤشر الأسعار الإجمالي، فإن ما يُعرف بـ”التضخم الأساسي” – الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة – ارتفع بنسبة 2.9%، بما يتوافق مع التوقعات. غير أن بعض المحللين أشاروا إلى أن هذا الرقم قد يكون مضللاً جزئيًا، نظراً إلى تراجع أسعار السيارات المستعملة، مما ساهم في تقليل القراءة العامة. ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة بشأن استمرار الضغط التصاعدي على الأسعار في الشهور المقبلة.
ردود فعل الأسواق المالية متحفظة
تفاعلت الأسواق مع الأرقام الجديدة بحذر، إذ شهد الدولار الأميركي وصكوك الخزانة طويلة الأجل ارتفاعًا طفيفًا، نظرًا لحساسيتها تجاه توقعات التضخم. ورغم أن الأسهم الأميركية لامست مستويات قياسية لفترة وجيزة، فإنها سرعان ما استقرت مجددًا. وقال آندي برينر من NatAlliance Securities: “الأسواق تنفست الصعداء لأن الرقم لم يكن أسوأ”، لافتًا إلى أن المستثمرين كانوا يتخوفون من مفاجأة أكبر.
حذر داخل الفيدرالي.. رغم الضغوط السياسية
رغم تصاعد الأصوات الداعية لخفض الفائدة، لا تزال لجنة السوق المفتوحة داخل الاحتياطي الفيدرالي متريثة، إذ يفضل معظم أعضائها التريث حتى تتضح الآثار الكاملة للسياسات الجمركية على الاقتصاد الكلي. ويبدو أن اثنين فقط من أعضاء اللجنة مستعدان لدعم خفض للفائدة خلال الشهر الجاري، بينما يفضل الباقون الانتظار لتقييم ما إذا كان التضخم سيواصل الارتفاع خلال الربع الثالث من العام.
مستقبل غامض للتضخم الأمريكي
يرى بعض المحللين، مثل لو بريان من DRW Trading، أن “الرد الفاتر للأسواق لا يعني أن التضخم لن يعود بقوة قريبًا”. فبينما لا يزال كثير من الشركات يمتص أثر الرسوم الجمركية داخليًا، إلا أن استمرار تصعيد ترامب في هذا الملف، خاصة مع اقتراب موعد دخول رسوم إضافية حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، قد يؤدي إلى تسارع أكبر في أسعار المستهلكين خلال النصف الثاني من العام.
أقرا ايضا
باستثمارات 15 مليون دولار .. تفاصيل مشروع “شركة النيل لإعادة تدوير البلاستيك”