الوكالات

روسيا تصعّد حرب الطائرات والمجازر: تصعيد دموي جديد يحصد أرواح المدنيين في أوكرانيا.

رسالة روسية واضحة: لا هدنة... ولا خطوط حمراء في القصف.

بينما تشهد الجبهات الأوكرانية حالة من الثبات العسكري منذ شهور، اختارت روسيا التصعيد الجوي الواسع وسيلة للضغط، من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية. في غضون 24 ساعة فقط، قُتل 6 مدنيين وأُصيب أكثر من 20 آخرين في موجة قصف تعتبر من الأعنف منذ بداية الصيف. الهجمات توزعت على خمس محافظات، ما يعكس نية موسكو في تقويض الاستقرار العام وضرب روح الصمود لدى السكان.

 

سماء أوكرانيا تشتعل: 83 مسيّرة هجومية في ليلة واحدة

في هجوم هو من الأضخم خلال الأشهر الماضية، أطلقت روسيا 83 طائرة بدون طيار هجومية من نوع Shahed، أسقطت الدفاعات الأوكرانية 78 منها، بحسب الجيش الأوكراني. هذا التصعيد الجوي يؤكد التحول الروسي نحو اعتماد المسيّرات كأداة حرب رئيسية، لضرب أهداف مدنية بتكلفة منخفضة وتأثير مرتفع.

 

سومي: المحافظات الحدودية تحت الحصار الجوي

تعرضت محافظة سومي لـ70 هجومًا استهدفت 33 بلدة وقرية، مستخدمة قنابل موجهة وطائرات FPV. لقي مدنيان مصرعهما نتيجة انفجار لغم، فيما أُصيب آخرون في ضربات استهدفت مجتمعات محلية. تضررت منازل، أسواق ومبانٍ إدارية، ما يضاعف المعاناة الإنسانية في مناطق تعاني أصلًا من هشاشة بنيوية.

 

خيرسون: الاستهداف المنهجي مستمر

في الجنوب، تتعرض خيرسون لقصف مزدوج من المدفعية والطائرات المسيّرة، حيث أصيب ثمانية مدنيين بينهم طفل. القصف الروسي شمل أحياء سكنية ومرافق حيوية، في محاولة واضحة لتقويض الحياة اليومية في المناطق التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها مؤخراً.

 

دونيتسك: ضربة موجعة للبنية الصناعية

في الشرق، طالت الغارات الروسية مدينة بوكروفسك وكراماتورسك، وأسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة. استهدفت الهجمات منشآت صناعية وتجارية، ما يعزز المؤشرات على سعي روسيا لتدمير القدرة الصناعية للمدن الشرقية في إطار حرب استنزاف طويلة الأمد.

 

دنيبروبتروفسك: نيران من كل الاتجاهات

محافظة دنيبروبتروفسك لم تكن بمعزل عن الهجوم، إذ تعرضت مدينة نيكوبول لضربات من راجمات غراد ومدفعية ثقيلة، ما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين وتدمير منازل وبُنى تحتية للطاقة، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة كهرباء متكررة.

 

زابوريجيا: هجوم كاسح بـ810 قذيفة في يوم واحد

شهدت زابوريجيا قصفاً غير مسبوق، حيث سُجلت 810 هجمات استهدفت 12 بلدة، بما في ذلك 26 غارة جوية واستخدام كثيف لطائرات FPV. في بلدة ستيبنوغيرسك، قُتل مدنيان تحت أنقاض منزلهما، بعدما تسببت الضربات الروسية في حرائق واسعة النطاق.

 

دمار شامل في القطاع السكني والزراعي

الضربات لم تترك مجالاً آمناً: منازل، مركبات، منشآت زراعية، ومراكز إدارية دُمّرت أو تضررت بشكل جزئي. هذا التصعيد لا يؤثر فقط على البنية التحتية بل يهدد الأمن الغذائي المحلي مع بداية موسم الحصاد، ويضاعف أعباء الإغاثة على السلطات الأوكرانية.

 

لا تهدئة في الأفق: موسكو تتبع استراتيجية الإنهاك البطيء

تشير كثافة الهجمات وتنوع أهدافها إلى أن موسكو تعتمد استراتيجية الإنهاك المستمر بدل المواجهة المباشرة. الرسالة السياسية والعسكرية واضحة: لا مكان للتهدئة ولا نية لتخفيف القصف، بل استمرار الضغط على الجبهة الداخلية في أوكرانيا، قرية بعد قرية، وموقعاً بعد آخر.

 

أقرأ أيضاً:

 

زيلينسكي يستنجد بأوروبا: دعم رواتب الجنود أو خسارة المعركة النفسية.

 

 

سولين غزيم

سولين غزيم صحفية سورية ، تتميز بقلمها الجريء واهتمامها العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. تعمل على تسليط الضوء على هموم الناس بصوت صادق، وتنقل الحقيقة من قلب الحدث بموضوعية وشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى