ترامب يمرر قانوناً مثيراً للجدل يعيد تشكيل الاقتصاد والدولة الأمريكية
خفض ضرائب الأغنياء، تقليص الرعاية الاجتماعية، وتمويل ضخم للهجرة والسجون
بعد جلسة تصويت شاقة استمرت لأكثر من 24 ساعة، أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي ما يُعرف بـ”مشروع القانون الكبير والجميل”، وهو حزمة ضخمة تتضمن بنودًا متعلقة بالإنفاق والضرائب، مستوحاة من أجندة الرئيس دونالد ترامب. ومع تعادل الأصوات 50-50، حسم نائب الرئيس جيه دي فانس التصويت لصالح الجمهوريين، رغم رفض ثلاثة أعضاء جمهوريين التصويت مع المشروع.
تخفيضات ضريبية دائمة… لصالح الأثرياء
ينص القانون الجديد على جعل التخفيضات الضريبية التي أُقرت في عهد ترامب عام 2017 دائمة للشرائح ذات الدخل المرتفع، بينما تبقى الخصومات الإضافية للأفراد والأسر مؤقتة حتى عام 2028. كما يشمل القانون إعفاءات ضريبية مؤقتة على البقشيش وساعات العمل الإضافية، لكن تنتهي بانتهاء فترة حكم ترامب، مما يثير الشكوك حول دوافعها الانتخابية.
تمويل ضخم للترحيل وبناء الجدار الحدودي
يخصص المشروع أكثر من 100 مليار دولار لتعزيز عمليات الترحيل، وبناء منشآت احتجاز جديدة، وتعيين 10 آلاف عميل للهجرة. كما يرصد أكثر من 50 مليار دولار لاستكمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، بما يعكس استمرار التشدد في ملف الهجرة.
استهداف برامج الرعاية الاجتماعية: الفقراء يدفعون الثمن
ضمن مساعي تقليص العجز، وجّه القانون تخفيضات كبيرة إلى برامج الرعاية مثل “ميديكيد” للمحتاجين وبرنامج المساعدات الغذائية “Snap”. وتشير تقديرات مراكز الأبحاث إلى أن هذه الإجراءات قد تحرم أكثر من 10.6 مليون شخص من التأمين الصحي، وتوقف الدعم الغذائي عن 8 ملايين آخرين.
ضرب الطاقة النظيفة لصالح الوقود الأحفوري
رغم إلغاء ضريبة على مشروعات الطاقة الشمسية والرياح في اللحظة الأخيرة، فإن القانون يلغي معظم الحوافز البيئية التي تبنّتها إدارة بايدن، مثل دعم السيارات الكهربائية وتجديد المنازل بيئيًا. خطوة اعتبرها كثيرون انقلابًا تشريعيًا ضد التحول إلى الطاقة النظيفة.
“ألكتراز التماسيح” وعودة السجون الخاصة
في مشهد مثير للجدل، احتفل ترامب بتمرير القانون من منشأة لاحتجاز المهاجرين في فلوريدا تُعرف بـ”ألكتراز التماسيح”. كما أعلن عن نية إعادة فتح سجن “ألكتراز” الشهير في سان فرانسيسكو، بالشراكة مع شركات خاصة، ما يعكس توجها نحو خصخصة قطاع السجون.
إلغاء المساعدات الدولية وتغيير وظيفة USAID
أعلنت إدارة ترامب وقف عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وتحويل مهامها إلى وزارة الخارجية. وتهدف الخطوة إلى إنهاء ما وصفته الإدارة بـ”نموذج الإحسان”، والانتقال إلى علاقات تقوم على التجارة، مما يُهدد مئات برامج الغذاء والرعاية حول العالم.
القضاء يتصدى لتقليص وزارة الصحة
في قرار قضائي بارز، أوقفت قاضية اتحادية خطة لتقليص وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) وتسريح آلاف الموظفين. واعتبرت المحكمة أن هذه الخطوة مخالفة للقانون وتتجاوز صلاحيات السلطة التنفيذية، مما اعتُبر انتصارًا لمعارضي خطط تقليص مؤسسات الدولة.
انقسامات داخل الحزب الجمهوري
رغم تمرير المشروع في مجلس الشيوخ، إلا أن الانقسامات داخل الحزب الجمهوري كانت واضحة، حيث صوت ثلاثة أعضاء ضده، محذرين من آثار سلبية على الرعاية الصحية. وتواجه الحزمة معارضة أكبر في مجلس النواب، خاصة من كتلة “الحرية” اليمينية المتشددة.
امتيازات للأغنياء على حساب الفقراء
كشف تحليل لمعهد “ميزانية ييل” أن أصحاب الدخول المرتفعة سيستفيدون بزيادة تصل إلى 2.4% في دخلهم، بينما ستتراجع دخول الفئات ذات الدخل المحدود بنسبة 2.5% بسبب خفض برامج الدعم.ما يؤكد، بحسب منتقدين، أن الحزمة تخدم الأغنياء وتهمش الفقراء.
اقرا ايضا:
قانون ترامب الجديد يثير الجدل: امتيازات للأغنياء وتقشف للفقراء.
