أرسنال يهيمن دون فاعلية: غياب المهاجم الحاسم يكلفه الخروج من دوري الأبطال
أرتيتا يسيطر تكتيكيًا لكن ضعف الهجوم يبدد آمال أرسنال في باريس

كشفت مباراة نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان على ملعب “بارك دي برانس” عن اختبار قاسٍ لما يمكن أن يكون عليه المستقبل. خلال أول 26 دقيقة، قدم فريق ميكيل أرتيتا أداءً سريعًا وواثقًا، لكنه تراجع في نهاية المطاف بسبب ضعف الفاعلية الهجومية، لتتكرر المشكلة المعتادة: غياب المهاجم الصريح.
هيمنة بلا ثمرة
منذ انطلاق صافرة البداية، فرض أرسنال سيطرته على مجريات اللعب. استحوذ على الكرة بسهولة، ومررها بدقة، وسيطر على وسط الملعب. برز مارتن أوديغارد بشكل خاص كعنصر مؤثر، ينسج التمريرات برؤية وابتكار. بلغت نسبة الاستحواذ 75%، مع ست تسديدات وعشر عرضيات، وضغط مستمر أجبر باريس سان جيرمان على التراجع.
ورغم هذا الأداء المسيطر، فشل أرسنال في تحويل الضغط إلى أهداف. ضاعت فرص مبكرة، من بينها رأسية ديكلان رايس التي علت المرمى، وتصدي جيانلويجي دوناروما لتسديدة من توماس بارتي. عبرت الكرة منطقة الست ياردات مرارًا، لكنها لم تجد طريقها إلى الشباك.
الغياب المؤلم للمهاجم الصريح
ورغم تميز أسلوب لعب أرسنال، إلا أن هناك شعورًا متزايدًا بأن شيئًا ما مفقود. كلما زاد الضغط، بدا غياب المهاجم القادر على إنهاء الفرص أكثر وضوحًا. أظهرت الدقائق الأولى خطة أرتيتا المحكمة، ولكن افتقار الفريق للمسة الأخيرة ظل نقطة الضعف الأبرز.
وقف أرتيتا على خط التماس، يعبر عن حماسه وتوجيهاته بحيوية ملحوظة، رغم الانتقادات الفرنسية لأسلوبه الانفعالي. لكنه كان يدير فريقًا قادرًا على السيطرة الكاملة، وإن كان يفتقر إلى القوة الهجومية اللازمة لترجمة هذه السيطرة إلى أهداف.
لحظة الحسم الباريسية
مع تجاوز الدقيقة 26، باغت باريس سان جيرمان أرسنال بلقطة حاسمة. بعد إبعاد ركنية، استلم فابيان رويز الكرة خارج المنطقة وسدد كرة مذهلة سكنت الزاوية العليا لمرمى أرسنال. كانت لحظة تألق فردي افتقدها أرسنال طوال اللقاء.
وبعد أن أصبح مجموع المباراتين 2-0 لصالح باريس، بدا أن العودة صعبة. رغم كل ما فعله أرسنال بشكل صحيح، فإن لحظة واحدة من الجودة من الخصم قلبت الموازين. جاءت الخسارة بنتيجة 2-1 في تلك الليلة كواقع مرير لأداء مسيطر لكنه عقيم.
القطعة الناقصة في مشروع أرسنال
لم يكن فشل أرسنال في الفوز بسبب خلل نفسي أو تكتيكي، بل بسبب نقص في التشكيلة. الفريق يفتقر إلى مهاجم من الطراز الرفيع قادر على إنهاء الفرص، وهو ما كشفته المباراة بوضوح. هذه الفجوة معروفة منذ فترة، وسيكون على أرتيتا معالجتها إذا أراد الفريق مواصلة التقدم.
ورغم أن الوصول إلى هذا الدور يُعد إنجازًا، فإن المرحلة القادمة من طموح أرسنال ستُقاس بما سيحدث في سوق الانتقالات الصيفية. سيظل ظل “المهاجم المفقود” يخيم على الفريق، وسيكون التحدي هو اتخاذ الخطوة الجريئة نحو التغيير وتحقيق النجاح الحقيقي.
صافرة النهاية… وإحباط متوقع
مع انطلاق صافرة النهاية، شعر لاعبو أرسنال وأنصاره بخيبة أمل كانت متوقعة. فقد تبددت الوعود التي أظهرتها أول 26 دقيقة بسبب حقيقة واحدة: من دون اللاعب المناسب لإكمالالمهمة، حتى أفضل العروض قد تذهب سدى.