قبل استلام كامل صفقة مقاتلات F-16 Viper البالغ عددها 66 طائرة، شرعت تايوان في خطة لبناء 24 ملجأ محصن للطائرات داخل قاعدة تشيهَانغ الجوية بشرق الجزيرة. المشروع، الذي تبلغ كلفته نحو 121.89 مليون دولار، يتضمن ممرات تشغيل ومرافق مساندة، ومن المقرر أن يكتمل بحلول عام 2028. هذه الخطوة تأتي استعدادًا لتسلم الدفعة الأولى من الطائرات التي ستنضم إلى السرب السابع في القاعدة نفسها، ما يتيح تسهيلات لعمليات الصيانة والتدريب مع توسع الأسطول.
قاعدة تشيهَانغ.. حصن تحت الأرض
تشتهر قاعدة تشيهَانغ الجوية بمرافقها الدفاعية المحصنة، حيث تضم ملاجئ محفورة في الجبال تحمي الطائرات من الهجمات. وتشير تقارير محلية إلى أن سلاح الجو التايواني يخطط لتوسيع الحماية بشكل كبير لتأمين المقاتلات الجديدة من طراز F-16C/D Block 70 بحلول 2028. ويُنظر إلى المشروع كإجراء استباقي لمواجهة سيناريو الهجمات المفاجئة التي قد تشنها الصين للسيطرة على الأجواء. هذه الخطوة تعكس إدراك تايبيه لتصاعد التهديدات وضرورة ضمان استمرارية عملياتها الجوية في حال نشوب نزاع محتمل مع بكين.
استراتيجية دفاعية متعددة الأبعاد
تنظر الصين إلى تايوان باعتبارها إقليماً متمرداً، ولم تخف نيتها استعادته بالقوة عند الحاجة. وللتصدي لذلك، تبنت تايبيه استراتيجية دفاعية تشمل تشتيت المقاتلات إلى قواعد في الشرق، واستخدام طائرات وهمية، وتجهيز الطرق السريعة كمدارج للطوارئ. كما أن الملاجئ المحصنة المضادة للغارات الجوية باتت جزءاً أساسياً من هذه الخطة، لحماية الطائرات من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي قد تستهدف القواعد الجوية. تزايد الاختراقات الصينية لمنطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية جعل من تعزيز مرونة الدفاع الجوي ضرورة ملحة.
تحديث الأسطول وتعزيز القدرات
في مارس الماضي، تسلّمت تايوان أول مقاتلة من أصل 66 ضمن صفقة موقعة مع لوكهيد مارتن. وتأتي الصفقة في إطار خطة تحديث واسعة تشمل أيضاً تطوير 139 طائرة قديمة إلى النسخة F-16V، ضمن مشروع Peace Phoenix Rising. يُتوقع اكتمال التسليم بحلول نهاية 2026. المقاتلة الجديدة تعتبر حجر الزاوية في سلاح الجو التايواني، إذ تتمتع بأنظمة إلكترونية متقدمة وقدرة على مواجهة التحديات التقنية التي تفرضها مقاتلات الجيل الخامس الصينية مثل J-20 وJ-35.
F-16V.. مقاتلة مطوّرة بتقنيات حديثة
رغم أنها مصنفة كمقاتلة من الجيل 4++، إلا أن F-16V مجهزة برادار AN/APG-83 SABR بتقنية AESA، ما يمنحها قدرة عالية على مقاومة التشويش وكشف الأهداف منخفضة البصمة مثل الصواريخ الجوالة. الطائرة مزودة أيضاً بشاشة عرض مركزية حديثة، ونظام خوذة عرض متكامل، وملاحة GPS دقيقة، وقدرة على حمل أسلحة متنوعة تشمل صواريخ Harpoon وHARM وJSOW. كما أن التعديلات الهيكلية منحتها عمراً افتراضياً يصل إلى 12 ألف ساعة، بزيادة 50% عن النسخ السابقة.
اقرأ أيضاً
فنزويلا تجمع بين الـF-16 والـSu-30: قوة جوية نادرة
مواجهة التفوق الصيني
لمواجهة تفوق الصين في المقاتلات الشبحية، وافقت الولايات المتحدة عام 2023 على تزويد تايوان بأنظمة IRST لرصد الانبعاثات الحرارية للطائرات الشبحية، وهو ما يعزز قدرة F-16 على كشف J-20 وJ-35 مبكراً. ورغم تقدير خبراء صينيين أن هذه المقاتلات قد تتفوق في القتال بعيد المدى بفضل مزيج التخفي والصواريخ بعيدة المدى، إلا أن تايبيه ماضية في خططها لتطوير سلاحها الجوي وتدريب طياريها على أحدث المقاتلات الأمريكية، في محاولة لردع أي محاولة غزو محتمل.
