تصاعد النزاع في كشمير بين الهند وباكستان وسط سقوط ضحايا مدنيين

في تطور خطير للتوترات بين الهند وباكستان، أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، منح القوات المسلحة صلاحية تنفيذ “إجراءات مقابلة” ردًا على الغارات الجوية الهندية التي استهدفت مناطق داخل الأراضي الباكستانية، بما في ذلك كشمير الخاضعة لإدارتها. ووصفت الحكومة الباكستانية تلك الضربات بأنها “عمل حربي”، بينما اعتبرت الهند أنها “هجمات دقيقة” استهدفت “بنية تحتية إرهابية”.

الهند تطلق “عملية سندور” وتستهدف معاقل متشددين

أعلنت وزارة الدفاع الهندية تنفيذ هجمات جوية على تسعة مواقع تزعم أنها تستخدم من قبل جماعات متطرفة مثل “جيش محمد” و”عسكر طيبة”، متهمة إياها بالتخطيط لهجمات إرهابية وشيكة. وقد أطلقت الهند على الحملة اسم “عملية سندور”، تكريمًا لضحايا هجوم سابق في وادي بيساران أدى إلى مقتل 26 سائحًا، معظمهم من المواطنين الهنود.

ضحايا مدنيون من الجانبين ومخاوف من اتساع النزاع

أفادت وزارة الدفاع الباكستانية بأن الضربات الهندية أدت إلى مقتل 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين، في حين أعلنت الشرطة الهندية مقتل سبعة مدنيين وإصابة 30 في قصف باكستاني مضاد. كما أصدرت جماعة “جيش محمد” بيانًا أكدت فيه مقتل عشرة من أقارب زعيمها، مسعود أزهر، في الغارات.

تحركات دولية للتهدئة وسط تصاعد التوترات

أبلغت باكستان الصين بانتهاك سيادتها، في وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التزام الطرفين بأقصى درجات ضبط النفس. كما أعربت تركيا عن قلقها الشديد إزاء استهداف المدنيين، محذّرة من خطر اندلاع حرب شاملة في المنطقة، في حين عرضت بريطانيا لعب دور الوساطة لخفض حدة التوتر.

ذعر في القرى الحدودية بسبب القصف المستمر

أفاد شهود عيان من قرى كشمير القريبة من خط المراقبة بحالة من الخوف الشديد بسبب استمرار القصف المتبادل. وفي منطقة بونش، أكد مسؤولون محليون مقتل ثمانية أشخاص نتيجة القصف الباكستاني.

سقوط طائرات وتصريحات متناقضة

قال مسؤولون باكستانيون إنهم أسقطوا خمس طائرات مقاتلة هندية، في حين تحدثت تقارير عن سقوط ثلاث طائرات داخل كشمير الهندية. ولم تُصدر وزارة الدفاع الهندية أي تأكيد لهذه الأنباء، مما يضفي مزيدًا من الغموض على التطورات الميدانية.

تدهور الأوضاع الإنسانية وتحذيرات دولية من السفر

مع تفاقم العمليات العسكرية، أصدرت بريطانيا تحذيرات لرعاياها بعدم السفر إلى مناطق قريبة من خط المراقبة في كشمير، والحدود بين الهند وباكستان، وكذلك إقليم بلوشستان. كما بثت وسائل الإعلام صورًا توثق دمار المنازل والمساجد، وتحدثت تقارير عن تعليق الرحلات الجوية أو تحويل مساراتها في المنطقة.