أبولو تراهن ضد ديون مورّد قطع غيار سيارات مثير للجدل

دخلت شركة أبولو غلوبال مانجمنت، إحدى أكبر شركات الاستثمار في وول ستريت، في رهان مالي ضد شركة أمريكية لتوريد قطع غيار السيارات تواجه تدقيقًا متزايدًا بشأن ممارساتها المحاسبية وطرق تمويلها.
فبحسب مصادر مطلعة، تمتلك أبولو عقد مقايضة ائتمانية (CDS) ضد ديون فيرست براندز غروب (FBG) ومقرها أوهايو، وهي شركة تبيع مضخات الوقود ومسّاحات الزجاج الأمامي. وتتيح هذه العقود لأبولو تحقيق أرباح في حال عجز الشركة عن سداد التزاماتها المالية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أوقفت FBG الشهر الماضي صفقة قرض بقيمة 6 مليارات دولار بسبب مخاوف مرتبطة بتقاريرها المالية.
لتمكينها من “البيع على المكشوف” لديون خاصة غير متداولة علنًا، حصلت أبولو على عقد خاص مكتوب مباشرة ضد قروض الشركة. وتشير المصادر إلى أن أبولو تحتفظ بهذا الموقف منذ أكثر من عام، ودُفعت مبالغ كبيرة من الرسوم للحفاظ عليه.
توسع قائم على الديون
يمتلك الشركة رجل الأعمال باتريك جيمس، وهو شخصية غامضة سبق أن وُجهت له اتهامات بالاحتيال في دعاوى مدنية أُسقطت لاحقًا بعد تسويات. وقد توسعت FBG بسرعة خلال الأعوام الأخيرة عبر سلسلة استحواذات ممولة بالديون، لتصل التزاماتها إلى أكثر من 5 مليارات دولار، إضافة إلى استخدام أدوات تمويلية مرتبطة بفواتير العملاء والموردين.
مخاوف حول الفواتير وسلاسل التوريد
عينت الشركة مؤخرًا مكتب ديلويت لإجراء مراجعة “جودة الأرباح” في محاولة لطمأنة المستثمرين، خاصة بشأن أسلوبها في الإفصاح عن استخدام الفاكتورة التمويلية (invoice factoring). وبحسب محللين، أفصحت الشركة عن تسهيلات تمويلية عبر الفواتير تجاوزت 2 مليار دولار بنهاية 2024، لكنها لم توضّح بدقة حجم تمويل سلسلة التوريد (reverse factoring) الذي تعتمد عليه.
ويخضع قطاع قطع غيار السيارات بشكل عام لمزيد من التدقيق بسبب اعتماده الواسع على هذا النوع من التمويل، خصوصًا في ظل الضغوط الناتجة عن سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكشفت وكالة موديز أن شركات التجزئة في القطاع، مثل AutoZone وAdvance Auto Parts (من عملاء FBG)، تُعتبر من أكثر المستخدمين لهذه التسهيلات التمويلية بسبب بطء دورة المخزون لديها.
خلفية مثيرة للجدل حول المالك
إلى جانب القلق من الإفصاح المالي، يشير بعض مديري صناديق الائتمان إلى أن غياب المعلومات العلنية حول مالك الشركة يثير الريبة. ففي قضايا سابقة، اتهم مقرضون جيمس بالمبالغة في تقدير قيمة الذمم المدينة والمخزون التي قُدمت كضمان للقروض، قبل أن تُسوى النزاعات ويُغلق الملف دون إدانة.
صفقات غير اعتيادية
عادة ما تُكتب عقود المقايضة الائتمانية ضد السندات، نظرًا لشفافيتها وسهولة تداولها، لكن استخدام أبولو لصيغة مخصصة ضد قروض FBG يعكس مستوى الشكوك المرتفع بشأن مستقبل الشركة.