
اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي ترند جديد تحت عنوان استديو “غيبلي”
أصبح واحدًا من أبرز الظواهر الثقافية التي جذبت انتباه عشاق الفن والسينما حول العالم خلال الأيام الأخيرة، بفضل ميزة وفرها تطبيق الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”.
الذكاء الاصطناعي يمكن أي شخص من تحويل أي صورة إلى عالم غيبلي، ما دفع العديد من النشطاء وحتى مؤسسات وجهات مختلفة لإعادة إحياء صورها بهذا الطابع المميز.
وقد طُرح الترند الجديد كوسيلة لاستخدام الصور الشخصية للمستخدمين، في ما قد يشكل انتهاكاً جديداً للخصوصية يضاف إلى مجموعة الانتهاكات المرتبطة بالعالم الرقمي والذكاء الاصطناعي
ومن تعرّف إلى مولّد صور في منصة “تشات جي بي تي” يعتقد أن الترند ليس إلا نتاج التطور الحاصل في عالم الذكاء الاصطناعي
إنما في الواقع، هو يستند إلى أسلوب “غيبلي” الياباني الشهير للرسوم المتحركة، والذي له وجود بارز في صناعة الرسوم المتحركة، وقد حاز على جوائز عدة في هذا المجال
ولذلك، تحمل الأداة الجديدة اسمه. وكانت تسمية “غيبلي” قد استندت في الأصل إلى الكلمة الإيطالية والمستخدمة أيضاً في الإنجليزية Ghibli أي طائرة الاستطلاع الصحراوية الإيطالية، كما أن التسمية مشتقة من الاسم العربي باللهجة الليبية لرياح الصحراء الحارة “قبلي”.
ورغم الحماس الكبير حول هذه الميزة، لم يكن الجميع متحمسًا لها، وخاصة المخرج الأسطوري هاياو ميازاكي، أحد مؤسسي استوديو غيبلي.
يعرف ميازاكي بموقفه الصارم تجاه الذكاء الاصطناعي في الفن. حيث صرح في مقابلة له سنة 2016 عندمال عرض له فيلم عن الزومبي مصنوع بالذكاء الاصطناعي: “لا يمكنني مشاهدة هذا النوع من الأشياء وإيجاده مثيرًا للاهتمام. من يبتكر هذه الأمور لا يملك أدنى فكرة عن معنى الألم على الإطلاق. أشعر باشمئزاز تام. إذا كنتم تريدون حقًا صنع أشياء مخيفة، فافعلوا ذلك كما تشاؤون. لكنني لن أرغب أبدًا في دمج هذه التقنية في عملي بأي شكل من الأشكال. أشعر بقوة أن هذا إهانة للحياة نفسها.”
انتهاكات لحقوق الملكية الفكرية
خلف هذا الترند مخاطر أكبر تتعلق بالخصوصية والملكية الفكرية. استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد صور بأسلوب فني معيّن يعني عملياً تدريب هذه النماذج على أعمال فنانين من دون إذن منهم، ما يُعدّ انتهاكاً واضحاً لحقوق الملكية. أسلوب “جيبلي” لم يُرخص لأحد، ومع ذلك أصبح متاحاً للجميع بضغطة زر.
وعلى صعيد الخصوصية، فإن ملايين الصور التي يرفعها المستخدمون إلى هذه المنصات تُخزّن وتُستخدم لتحسين أداء النماذج، ما يطرح أسئلة خطيرة حول من يمتلك هذه البيانات، وكيف يمكن استخدامها لاحقاً، سواء في أغراض تجارية أو أمنية أو سياسية.