فيضانات مدمرة في شمال باكستان تودي بحياة 32 شخصًا بينهم عائلة كاملة
غضب شعبي واسع بعد تداول فيديو مأساوي لعائلة تغرق أمام المتفرجين دون تدخل حكومي

شهدت باكستان خلال الساعات الـ36 الماضية فيضانات مفاجئة تسببت في مصرع ما لا يقل عن 32 شخصًا، جراء أمطار غزيرة ضربت شمال البلاد، لاسيما إقليمي خيبر بختونخوا والبنجاب. وكان من بين الضحايا عائلة كاملة من السياح جرفتهم مياه نهر سوات أثناء نزهة صباحية، حيث انتظروا تدخل فرق الإنقاذ لأكثر من ساعة دون استجابة، حسب شهادات شهود عيان.
مقطع فيديو يوثق المأساة ويشعل الغضب الشعبي
أثار مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة، بعدما وثق لحظات احتجاز العائلة وسط النهر قبل أن تجرفهم المياه، في ظل غياب تام لتدخل السلطات. وانتقد المواطنون ما وصفوه بـ”التقاعس الرسمي” في الاستجابة الفورية لإنقاذ الأرواح.
تحقيق رسمي وإيقاف مسؤولين بعد تصاعد الغضب
في أعقاب الحادثة، أعلنت حكومة إقليم خيبر بختونخوا إيقاف أربعة مسؤولين كبار في إدارة سوات وجهاز الطوارئ عن العمل، وفتح تحقيق رسمي بأوامر من رئيس وزراء الإقليم علي أمين غندابور، وفقًا لما أوردته صحيفة الغارديان.
الحكومة تؤكد صدور تحذيرات مسبقة
قال شيخ وقاص أكرم، المتحدث باسم حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان، إن السلطات كانت قد عقدت اجتماعًا للوقاية من الفيضانات يوم 21 يونيو، وتم بعده إصدار تحذيرات عبر مكبرات الصوت في المساجد. كما أشار إلى تسجيل مخالفات قانونية ضد أكثر من 70 شخصًا تجاهلوا هذه التعليمات.
العائلة الضحية كانت في نزهة تصوير وقت وقوع الفاجعة
وقع الحادث المأساوي أثناء تناول عائلة من البنجاب وجبة الإفطار قرب نهر سوات، حيث دخل بعض الأطفال لالتقاط صور على ضفاف النهر، قبل أن يفاجَؤوا بارتفاع منسوب المياه. حاول بقية أفراد الأسرة إنقاذهم، إلا أن التيار كان أقوى من الجميع، ما أدى لغرق تسعة أفراد، مع استمرار البحث عن آخرين.
استمرار عمليات البحث وسط ضعف التنسيق
وفقًا للمصادر الرسمية، تم انتشال جثامين تسعة من أفراد العائلة، بينما يستمر البحث عن ثلاثة مفقودين، وتم إنقاذ أربعة أشخاص آخرين. الحادثة كشفت عن ضعف التنسيق بين أجهزة الطوارئ وتأخر الاستجابة رغم التحذيرات السابقة.
تحذيرات رسمية دون نتائج فعالة على الأرض
أصدرت هيئة إدارة الكوارث في الإقليم تحذيرًا لاحقًا بشأن خطورة الاقتراب من الأنهار. لكن الحادث أظهر قصورًا واضحًا في فاعلية الإنذار المبكر والاستعدادات، وهو ما يتكرر في كل أزمة مناخية تمر بها البلاد.
باكستان تدفع ثمن أزمة المناخ رغم مساهمتها الضئيلة
تُعد باكستان من أكثر الدول تضررًا من آثار التغير المناخي رغم مساهمتها المحدودة في الانبعاثات الكربونية. وشهدت البلاد فيضانات مدمرة عام 2022 أودت بحياة أكثر من 1700 شخص، وشرّدت الملايين، وسط جدل دائم حول ضعف البنية التحتية والاستعدادات.
وزيرة سابقة تنتقد غياب الاستجابة السريعة
شيري رحمن، وزيرة البيئة السابقة، انتقدت ضعف نظام الإنذار المبكر، مشيرة إلى أنه كان يمكن إرسال مروحية لإنقاذ العائلة المحاصرة في الوقت المناسب. ووصفت الحادث بـ”التقصير الفادح وغير المبرر”، محذرة من تكرار الكوارث ما لم يتم اتخاذ إجراءات جادة.
أجهزة الكوارث تحت نيران الاتهامات القديمة
تواجه أجهزة إدارة الكوارث في باكستان اتهامات قديمة بالفساد وسوء الإدارة، رغم إنشائها عقب زلزال 2005. وتتصاعد الدعوات لإصلاح شامل يضمن سرعة الاستجابة وتوفير المعدات والتدريب اللازم للتعامل مع مثل هذه الأزمات.
مأساة سوات تذكير موجع بضعف إدارة الأزمات
حادثة سوات لا تُعد مجرد فاجعة عائلية، بل تذكير مؤلم بحاجة الدولة لإعادة النظر في آليات إدارة الأزمات وتعزيز ثقافة الوقاية، في ظل تغير مناخي صار أكثر شراسة وتهديدًا لحياة الملايين.