الوكالات

منصة غامضة تثير ذعر واشنطن.. هل كانت محاولة جديدة لاستهداف ترامب؟

أعلنت الجهات الفدرالية الأمريكية أن جهاز الخدمة السرية وجد منصة صيد مرتفعة داخل خط رؤية منطقة نزول طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش الدولي، وذلك أثناء عمليات التفتيش والتحضيرات الأمنية قبل وصول الرئيس دونالد ترامب. المكتشفات أُبلغت عبر قنوات مسؤولية إنفاذ القانون وانتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي لقيادة الجمع والتحقيق في الأدلة الميدانية بعد أن رافق التقرير رغبة واضحة في التأكد ما إذا كانت المنصة أُعدّت لاستخدامٍ مُعدّ سلفًا أم لأغراض مدنية مثل صيد الحيوانات. وفقًا لمسؤولين، لم يتواجد أي شخص في الموقع وقت العثور على المنصة، لكن العناصر بدت مُجهزة بشكل احترافي وبُنيت منذ أشهر بحسب تقديرات أولية، ما دفع لتعزيز إجراءات الحماية حول مسار حركة الطائرة الرئاسية.

 

اكتشاف المنصة وإجراءات الاستجابة

 

عثر عناصر خدمة الحماية على المنصة يوم الخميس خلال “التحضيرات المسبقة” لوصول الطائرة، وأفاد الناطق باسم الجهاز أن فريقهم يعمل بشكل وثيق مع الـFBI والسلطات المحلية لجمع الأدلة وتحليل موقع الارتفاع الذي يمنح رؤية واضحة إلى منطقة النزول. مدير الـFBI قال إن الوكالة نشرت موارد تحليلية، بما في ذلك قدرات تتبع بيانات الهواتف المحمولة، لجمع خيوط مادية أو إلكترونية قد تربط الأشخاص بالموقع أو تكشف توقيت نصب المنصة ومن وضعها. رغم غياب عناصر بمحيط الموقع، اعتُبرت الطبيعة المهنية للمنصة سببًا لفتح تحقيق جنائي كامل للتأكد من النوايا.

 

ما الذي تكشفه الأدلة الأولية؟

 

مصادر أمنية وصحافية أفادت أن المنصة قد تكون وُضعت قبل أسابيع أو أشهر، وهو ما يعزز فرضية التخطيط المسبق إن اعتُبر هدفها مراقبة أو استهداف مسار نزول الطائرة. حتى الآن لم يُعثر على ذخيرة أو مواد متفجرة في المكان وفق تقارير أولية لدى بعض الوسائل، لكن تقييم المخاطر الأمني استند إلى موقع المنصة والتجهيزات التي تُظهر معرفة بجدول حركة الطائرة. السلطات تسمّي الحادثة “عنصرًا ذا اهتمام” وتؤكد أنها لا تسهّل استنتاجًا نهائيًا قبل انتهاء مسح الأدلة الجنائية والتحقق من السجلات الميدانية.

 

انعكاسات أمنية وسياسية

 

الواقعة تأتي في ظل سجل سابق لحوادث استهداف قُرب مواقع مرتبطة برئيس الولايات المتحدة، ما يضع ضغوطًا على جهاز الخدمة السرية لمراجعة بروتوكولات الحماية والتعاون مع جهات اتحادية ومحلية لتعزيز “الطبقات الأمنية” حول تحركات الطائرة الرئاسية. مسؤولون في البيت الأبيض أشاروا إلى رفع مستوى الإجراءات، بما في ذلك تسريع صعود وهبوط الرئيس للطائرة واستخدام سلالم أصغر وتقليص نقاط التعرض العامّة، حتى تكمل التحقيقات. تعليقات المحققين أكدت أن التحقيق يهدف لمعرفة الفاعلين والدوافع—إن وُجدت—ولتحديد ما إذا كانت هناك تهديدات ربطت عبر شبكة جهات أو أفراد.

 

التحقيقات بين الحذر والرسائل الأمنية

 

بينما يواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي فحص الأدلة وجمع الخيوط، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كان الاكتشاف محاولة اغتيال أُحبطت مبكرًا أم إنذارًا أمنيًا عابرًا. لكن المؤكد أن الحادثة عززت شعور واشنطن بضرورة إعادة تقييم منظومة الحماية الرئاسية في ظل أجواء سياسية مشحونة واستقطاب غير مسبوق. ومع اتساع دائرة الترقب، تتحول المنصة المريبة في بالم بيتش إلى رمز لقلق أمني متجدد يلاحق ترامب في كل تحرك، ويذكّر الأمريكيين بأن التهديدات الداخلية قد تكون الأخطر على الإطلاق.

اقرأ أيضاً

من غزة إلى واشنطن.. ترامب يصنع سلام الخارج ويؤجّج حرب الداخل

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى