مبعوث ترامب في طريقه الي موسكو قبيل مهلة إنهاء الحرب في اوكرانيا
هجوم مسيّرات أوكراني يختبر قدرات الدفاع الجوي الروسي

في تحرك يحمل دلالات سياسية عميقة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إرسال مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، إلى موسكو هذا الأسبوع، في زيارة تأتي قبيل انقضاء المهلة التي حددها بنفسه لتحقيق تقدم في مسار إنهاء الحرب الأوكرانية. ترامب أوضح أن زيارة ويتكوف ستتم يوم الأربعاء أو الخميس، مؤكدًا أنه يتوقع من روسيا اتخاذ خطوات واضحة “لوقف القتل”، على حد تعبيره. وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد في حدة لهجة ترامب تجاه موسكو، بعد شهور من محاولات اتسمت بالمرونة لإبرام صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبحسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية يوم الاثنين 4 أغسطس 2025، فإن زيارة ويتكوف المرتقبة ستكون محط أنظار المجتمع الدولي، وسط شكوك واسعة في كييف حول جدوى هذه التحركات، ولكن مع بعض الأمل في تغيير محتمل في الموقف الأمريكي تجاه الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا.
تصعيد في النبرة الأمريكية تجاه موسكو
منذ توليه الرئاسة، أبدى ترامب قناعة بإمكانية التوصل إلى اتفاق مباشر مع روسيا، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى نفاد صبره. فقد وصف يوم الخميس الماضي استمرار الهجمات الروسية على المدنيين بأنها “مقززة”، وفي تصريح لاحق يوم الأحد، كشف عن نشر غواصتين نوويتين أمريكيتين في المنطقة ردًا على تهديدات إلكترونية أطلقها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف. هذه التصريحات تُمثل تحولًا كبيرًا في خطاب الإدارة الأمريكية، وتضع موسكو تحت ضغط حقيقي، في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
مهلة نهائية تنذر بعقوبات جديدة
في يوليو الماضي، أعلن ترامب عن مهلة مدتها 50 يومًا لإنهاء الحرب، لكنه سرعان ما خفّضها إلى “10 أو 12 يومًا”، وحدد لاحقًا تاريخ الجمعة 8 أغسطس كموعد نهائي. وفي حال لم يُحرز أي تقدم، قد تفرض واشنطن ما وصفه ترامب بـ”التعريفات الثانوية” على الدول التي لا تزال تتعامل تجاريًا مع روسيا، كالصين والهند. هذه الإجراءات المحتملة تمثل نقلة في الاستراتيجية الأمريكية، التي باتت تميل لاستخدام الضغوط الاقتصادية كوسيلة لإنهاء الحرب، إلى جانب تعزيز دعمها العسكري لحلفائها في أوروبا.
رد فعل أوكراني حذر لكن متفائل
في كييف، لم تُعول الحكومة الأوكرانية كثيرًا على زيارة ويتكوف، لكنها رأت فيها فرصة لتأكيد الجدية الأمريكية الجديدة. وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا تتوقع بدء تطبيق “اللوجستيات غير القابلة للرجوع” لعقوبات جديدة على صادرات النفط الروسي بحلول نهاية المهلة. وأكد أن ترامب بات أكثر استعدادًا لتزويد أوروبا بالسلاح لدعم أوكرانيا، في تحول واضح عن مواقفه السابقة، ما يعكس “مفهومًا جديدًا للعالم”، على حد وصفه.
ويتكوف… مبعوث يحمل تاريخًا من الود مع الكرملين
ستيف ويتكوف، رجل الأعمال والمقرب من ترامب، يتمتع بعلاقات شخصية وطيدة مع بوتين، حيث سبق أن اجتمع معه بشكل منفرد وتلقى منه هدايا رمزية كلوحة زيتية لترامب. هذه العلاقة أثارت شكوكًا حول قدرته على نقل رسائل حازمة، إلا أن زيارته المقبلة ستكون الأولى منذ أن تغيرت لهجة ترامب تجاه روسيا. من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الكرملين أن موسكو “ترحب دائمًا” بزيارة ويتكوف، وأن عقد اجتماع مع بوتين وارد.
جهود سلام مشروطة وتعنت روسي
رغم تصريحات بوتين المتكررة عن رغبته في “سلام دائم ومستقر”، فإن الواقع يعكس تمسكه بأهدافه القصوى، بما في ذلك السيطرة على أربع مناطق أوكرانية ومنع انضمام كييف إلى حلف الناتو. ورغم عقد جولات تفاوضية في تركيا، فإن الاجتماعات الأخيرة لم تسفر عن نتائج حقيقية باستثناء اتفاقات لتبادل الأسرى. زيلينسكي أبدى استعداده للقاء بوتين مباشرة برعاية ترامب أو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن بوتين اشترط وجود اتفاق أولي على وقف إطلاق النار قبل أي لقاء مباشر.
قصف متواصل وسقوط ضحايا مدنيين
في غضون ذلك، تتواصل الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، حيث سجل الأسبوع الماضي أرقامًا مرتفعة للضحايا المدنيين، بينهم أطفال. وفي المقابل، كثفت أوكرانيا من استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف البنية التحتية داخل روسيا. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 61 طائرة مسيرة أوكرانية في الليلة الماضية وحدها. هذه الهجمات المتبادلة تزيد من تعقيد الوضع وتؤكد أن الحل السياسي لا يزال بعيد المنال.