هل انخفضت أسعار السلع في مصر؟ تحديث يوليو 2025 يكشف المفاجأة
تقرير يكشف حركة الأسعار في الأسواق المصرية خلال يوليو الجاري، مع مقارنات بالشهور الماضية وآراء التجار والمواطنين حول مؤشرات التضخم

يشهد السوق المصري حالة ترقّب واسعة بين المواطنين مع دخول شهر يوليو 2025، حيث يتساءل الجميع عن مصير أسعار السلع الغذائية الأساسية، في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية العالمية والمحلية، وتأثيرها المباشر على تكلفة المعيشة.
وفي هذا السياق، أجرى فريقنا الصحفي جولة ميدانية لعدد من المحلات وسلاسل البيع الكبرى بالقاهرة والجيزة، لرصد تحركات الأسعار وتقييم مدى انعكاس إجراءات الحكومة الأخيرة على الواقع الفعلي للمستهلك.
مقارنات بين يوليو 2025 والشهور السابقة
تشير البيانات التي تم جمعها من الأسواق إلى أن هناك استقرارًا نسبيًا في أسعار بعض السلع، مع تسجيل انخفاض طفيف يتراوح بين 5 إلى 10% في بعض المنتجات مقارنةً بشهر مايو ويونيو 2025، خاصة بعد الإجراءات الحكومية الأخيرة لدعم السلع التموينية وتكثيف المعروض.
أبرز التغيرات في أسعار السلع:
الأرز البلدي: تراجع من 26 جنيهًا إلى 24 جنيهًا للكيلو.
السكر الحر: انخفض من 31 إلى 29 جنيهًا للكيلو.
الزيت الخليط: سجل انخفاضًا من 67 إلى 60 جنيهًا للتر.
العدس والفاصوليا: لا تزال عند مستوياتها المرتفعة، بمتوسط 55 إلى 60 جنيهًا للكيلو.
الدقيق: مستقر نسبيًا حول 25 جنيهًا للكيلو.
اللبن المعبأ: ارتفع بشكل طفيف من 38 إلى 40 جنيهًا للتر.
آراء أصحاب المحلات: «الطلب ما زال ضعيفًا رغم التراجع النسبي»
أوضح الحاج أحمد عبد القادر، صاحب سوبر ماركت بمنطقة فيصل، أن «الأسعار انخفضت قليلًا في بعض السلع، لكن المواطن لم يشعر بذلك بشكل ملموس، لأن معظم السلع الأخرى ما زالت عند مستوياتها المرتفعة، خاصة المنتجات المستوردة».
ومن جانبه، أشار خالد يسري، مدير فرع لإحدى السلاسل التجارية الكبرى، إلى أن هناك عروضًا وتخفيضات حقيقية تُطرح كل أسبوع، لكن «قوة الطلب الشرائي ما زالت منخفضة»، موضحًا أن «المستهلك أصبح حذرًا في شراء الكميات، ويفضل الشراء حسب الحاجة فقط».
المواطنون: التحسن مطلوب.. والأسعار لا تزال مرهقة
في جولة سريعة على آراء المستهلكين، قالت السيدة منى السيد، ربة منزل من شبرا، إن «الأسعار نزلت حاجة بسيطة بس لسه في حاجات غالية جدًا، ومش كل الناس تقدر تجيبها»، مضيفة: «كنا منتظرين تحسن أكتر من كده».
وأما محمود علي، موظف من مدينة نصر، فأكد أن «أزمة الأسعار مش بس في السلع، حتى أجرة المواصلات والكهرباء زادت، وبالتالي أي تراجع بسيط في أسعار الأكل مش بيحس بيه المواطن».
العالم في دقائق: تحركات دولية تؤثر على أسعار الغذاء
في ظل ترابط الأسواق العالمية، تشهد أسعار السلع الغذائية عالميًا تغيرات سريعة، حيث أظهرت تقارير دولية أن أسعار القمح والذرة تراجعت بنحو 4% عالميًا بسبب وفرة المحاصيل في دول أمريكا الجنوبية.
وكما أن تراجع أسعار النفط إلى ما دون 80 دولارًا للبرميل ساهم في تخفيض تكاليف الشحن والنقل، مما قد ينعكس إيجابًا على الأسعار في السوق المحلي خلال الأشهر المقبلة.
وفي المقابل، حذر صندوق النقد الدولي من استمرار تقلبات أسعار الغذاء إذا تصاعدت التوترات الجيوسياسية أو حدثت كوارث مناخية مفاجئة، وهو ما يتطلب من الدول النامية الاستمرار في بناء احتياطي استراتيجي من السلع الأساسية.
تدخلات حكومية ومبادرات لضبط الأسعار
أعلنت الحكومة خلال الأسابيع الماضية عن توسيع مظلة الدعم التمويني، وزيادة كميات المعروض من السلع الأساسية في المجمعات الاستهلاكية، إلى جانب تفعيل مبادرات مثل “أهلاً رمضان – دائمًا مخفض” في بعض المحافظات.
وكما أكدت وزارة التموين أن هناك رقابة مشددة على الأسواق والموردين لضمان عدم التلاعب بالأسعار، مع تعزيز التعاون مع سلاسل البيع الكبرى لضمان استمرار العروض والخصومات الشهرية.
مؤشرات إيجابية محدودة.. والآمال معلّقة على استقرار الدولار
رغم أن شهر يوليو 2025 سجّل تحسنًا طفيفًا في بعض أسعار السلع الغذائية، فإن التضخم لا يزال يُلقي بظلاله على الأسواق، ما يجعل التحسن غير ملموس بشكل كافٍ بالنسبة للمواطن.
ويرى الخبراء أن استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه هو العامل الحاسم خلال الفترة المقبلة، إلى جانب استمرار جهود الدولة في ضبط السوق وتوفير السلع الاستراتيجية بأسعار عادلة.
إقرأ ايضَا:
هل أُلقي القبض على معتز مطر في لندن؟ الأنباء تتضارب والسلطات تلتزم الصمت