ترامب يستعد لاجتماع حاسم مع قادة الكونغرس لتفادي الإغلاق الحكومي

في خطوة مفاجئة، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه السابق وأعلن استعداده لعقد اجتماع مع قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري في البيت الأبيض يوم الاثنين، وذلك في محاولة أخيرة لتجنب إغلاق حكومي وشيك مع اقتراب الموعد النهائي لتمويل الحكومة.
خلفية الأزمة
تنتهي مساء الثلاثاء المهلة الممنوحة للكونغرس لإقرار اتفاق تمويل يضمن استمرار عمل المؤسسات الفيدرالية. وفي حال الفشل، ستشهد الولايات المتحدة صباح الأربعاء بداية إغلاق حكومي جزئي، يترتب عليه إيقاف أو تسريح عشرات الآلاف من الموظفين.
الجمهوريون، الذين يملكون أغلبية ضيقة في مجلس النواب، مرروا مشروع قرار قصير الأجل لتمويل الحكومة لمدة سبعة أسابيع، إلا أن تمريره في مجلس الشيوخ يتطلب دعم ما لا يقل عن ثمانية أعضاء ديمقراطيين.
الاجتماع المرتقب
يضم اللقاء الرباعي المرتقب كلًا من:
مايك جونسون، رئيس مجلس النواب (جمهوري)
جون ثيون، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ
هاكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب
تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ
وكان ترامب قد ألغى اجتماعًا مماثلًا في وقت سابق، متهمًا الديمقراطيين بطرح “مطالب غير جدية وسخيفة”. لكنه عاد لفتح الباب أمام الحوار مشترطًا أن يكون “جديًا بشأن مستقبل البلاد”.
مواقف الأطراف
ترامب: بحسب تقارير CBS، لا يتوقع أن يسفر الاجتماع عن اتفاق، ويرى أن الإغلاق قد يشكل فرصة لاستغلال صلاحياته التنفيذية للتصدي لما وصفه بـ“الهدر والاحتيال”.
شومر: أعرب عن أمله بالتوصل إلى نتيجة، لكنه حذر من أن أي “خطاب عدائي أو هجوم لفظي” من ترامب قد يقوض المفاوضات.
جونسون: شدد على أن مشروع التمويل المؤقت لا يتضمن أي بنود حزبية أو إضافات سياسية، مؤكدًا أن الجمهوريين يعملون “بنية صافية”.
جيفريز: أكد أن الديمقراطيين لن يوافقوا دون ضمان تمديد إعفاءات الرعاية الصحية، محذرًا من أن أكثر من 20 مليون أمريكي قد يتضررون من ارتفاع التكاليف الطبية إذا انتهت هذه الحماية.
ثيون: حمّل الديمقراطيين مسؤولية التعطيل، متهمًا إياهم باستخدام الإغلاق الحكومي كورقة ضغط لتحقيق “قائمة طويلة من المطالب”.
كريس فان هولين (ديمقراطي): اعتبر أن الخطر الحقيقي يكمن في منح ترامب “شيكًا على بياض” لصرف الأموال بما يخدم مصالحه السياسية.
جوهر الخلاف
تركز المفاوضات على قضية إعفاءات الرعاية الصحية ضمن قانون “أوباما كير”، حيث يصر الديمقراطيون على تمديدها قبل انتهاء العمل بها نهاية ديسمبر، بينما يرى الجمهوريون أن هذا نقاش سياسي يمكن تأجيله، وأن الأولوية الآن هي تمرير التمويل المؤقت.
المشهد المقبل
مع تبادل الاتهامات بين الحزبين وتصاعد حدة الخطاب السياسي، يبقى خطر الإغلاق الحكومي قائمًا بقوة. وسيشكل اجتماع البيت الأبيض اختبارًا رئيسيًا لمدى جدية الأطراف في التوصل إلى تسوية، أو استمرار الأزمة حتى تدخل البلاد في شلل إداري اعتبارًا من منتصف الأسبوع.