استكشاف تأثير سياسات البيت الأبيض على البحث العلمي والابتكار في الولايات المتحدة، ودور الجامعات في بناء الاقتصاد التكنولوجي
دور الجامعات في بناء الاقتصاد الجديد: تناقض السياسات الأمريكية

في قلب البيت الأبيض، تتزايد تأثيرات نخبة وادي السيليكون على القرارات السياسية المتعلقة بالعلم والتكنولوجيا. شخصيات بارزة مثل ديفيد ساكس من Craft Ventures، وسكوت كوبور وسريرام كريشنان من شركة Andreessen Horowitz، يشغلون أدوارًا قيادية في مجلس مستشاري الرئيس للعلوم والتكنولوجيا وفي سياسة الذكاء الاصطناعي. رغم أن هذه الشخصيات ساهمت بتمويل شركات تقنية ناجحة، فإن النجاح الذي جنت منه ثرواتها لم يكن ممكنًا لولا أبحاث أساسية قامت بها الجامعات الأميركية لعقود. بنية الإنترنت نفسها، والمتمثلة ببروتوكولات TCP/IP، كانت ثمرة عمل علمي في جامعة ستانفورد.
مساهمة الجامعات في بناء الاقتصاد الجديد
أما النجاحات في مجال التكنولوجيا الحيوية، فقد تأسست على أبحاث لفك الشيفرة الوراثية، أبحاث قادها علماء مثل نيرنبرغ، خورانا، وهولي في الستينيات، وصولًا إلى جينيفر دودنا التي نالت جائزة نوبل لتطوير تقنية كريسبر. ما يجمع هذه الإنجازات هو مصدرها: أبحاث جامعية ممولة حكوميًا. كيف ساهمت الجامعات في بناء الاقتصاد الجديد؟ من السيارات الكهربائية إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لا يكاد يخلو أي ابتكار معاصر من أساس علمي نُسج داخل جدران الجامعات.
أمثلة على الأبحاث الجامعية
بطاريات الليثيوم-أيون التي تعتمد عليها شركات إيلون ماسك، على سبيل المثال، تعود أصولها إلى أعمال جون غودإناف في جامعة تكساس. حتى الأدوية الأساسية مثل الستاتينات التي يتناولها ملايين الأميركيين — وربما حتى الرئيس ترامب نفسه — نتجت عن أبحاث خالصة في جامعة تكساس ساوث ويسترن. هذا التداخل بين الأبحاث الجامعية ورأس المال المغامر ليس مصادفة، بل قاعدة.
المراكز الجغرافية لصناعة رأس المال المغامر
المراكز الجغرافية لصناعة رأس المال المغامر — من بوسطن إلى وادي السيليكون — ترتبط مباشرة بمواقع الجامعات الكبرى مثل MIT وستانفورد. التجربة الأميركية الفريدة في مزج البحث العلمي بالتطبيق التجاري لطالما جذبت أنظار العالم، كما فعلت مع السيد فانس نفسه الذي غادر أوهايو إلى جامعة ييل، ثم إلى كاليفورنيا لبناء مستقبله في السيليكون فالي.
تناقض صارخ
تناقض صارخ: من جَنَوا الثمار يقودون حملة التجفيف رغم هذه العلاقة العضوية بين الجامعات والثروات التكنولوجية، إلا أن الإدارة الأميركية الحالية، بتواطؤ ملحوظ من نخبة رأس المال المغامر، بدأت بتقليص حاد في تمويل الأبحاث الجامعية. من هارفرد وكولومبيا إلى جامعة ميشيغان وهاواي، تطال التخفيضات مؤسسات أكاديمية لطالما شكلت قاطرة للابتكار.
المشهد يشبه مأدبة فاخرة
المشهد يشبه مأدبة فاخرة انتهى أصحابها إلى مغادرة المطعم دون دفع الفاتورة. الغريب أن هذه السياسات لم تلاقِ مقاومة تُذكر من أولئك الذين استفادوا منها مباشرة. الصمت السائد من قادة رأس المال المغامر — خاصة من الذين لهم تأثير مباشر على قرارات البيت الأبيض — يطرح تساؤلات أخلاقية واقتصادية.
كيف يمكن لهؤلاء أن يقبلوا بتقويض المصدر ذاته
كيف يمكن لهؤلاء أن يقبلوا بتقويض المصدر ذاته الذي منحهم النفوذ والثراء؟ البحث العلمي: الاستثمار الأذكى في تاريخ الولايات المتحدة منذ تقرير فانيفار بحوش الشهير عام 1945 بعنوان “العلم: الحدود التي لا تنتهي”، كانت الولايات المتحدة تعي أهم