في خطوة مفاجئة، يسعى دونالد ترامب إلى إقالة رئيسة لجنة الحقوق المدنية الأمريكية، روشيل غارزا، وتعيين محامٍ جمهوري بدلاً منها، في محاولة للسيطرة على هيئة فدرالية لطالما كانت مؤثرة في الدفاع عن الحريات.
من هي روشيل غارزا؟ ولماذا يريد ترامب إقالتها؟
روشيل غارزا، محامية حقوق مدنية وهجرة من ولاية تكساس، تولت رئاسة اللجنة عام 2023 بتعيين من الرئيس جو بايدن. خلال فترة رئاستها، قادت تحقيقات تتعلق بالتعرف على الوجه وحواجز اللغة في المؤسسات الحكومية. لكن البيت الأبيض أرسل في مارس بريدًا يعلن “إلغاء تسمية” غارزا وتعيين بيتر كيرسانو مكانها، دون تصويت من أعضاء اللجنة.
من هو بيتر كيرسانو؟ مرشح ترامب المثير للجدل
بيتر كيرسانو، محامٍ متخصص في شؤون العمل ومعلق محافظ، عُرف بمواقفه الصارمة ضد سياسات التنوع والتمييز الإيجابي، كما يدعو إلى التركيز على قضايا مثل تصويت غير المواطنين، والهجرة غير الشرعية، و”التمييز العكسي” ضد البيض.
ما هي صلاحيات رئيس لجنة الحقوق المدنية الأمريكية؟
رئاسة اللجنة تمنح صاحبها سلطة واسعة، أبرزها:
تحديد جدول أعمال اللجنة
دعوة الشهود واستدعاؤهم قانونياً
إدارة الاجتماعات وفرض النظام
توجيه الأولويات البحثية والتحقيقية
ولهذا المنصب دور رئيسي في تحديد مسار اللجنة وتأثيرها على السياسات الفيدرالية في مجال الحقوق المدنية.
الصراع القانوني حول “إلغاء التسمية”
غارزا تعتبر أن خطوة ترامب غير قانونية، وتقول إن تغيير رئيس اللجنة يجب أن يتم بموافقة أغلبية الأعضاء وليس من خلال “إلغاء التسمية” دون تصويت. وتنص القوانين الفيدرالية على أن رئيس اللجنة لا يمكن عزله إلا في حالات الإهمال أو إساءة استخدام المنصب.
تأثير التغيير على مستقبل الحقوق المدنية في أمريكا
يخشى مراقبون من أن سيطرة ترامب على اللجنة قد تُستخدم لشرعنة إجراءات تضر بحقوق الأقليات، وتعيد تعريف أولويات الحقوق المدنية بما يخدم أجندات سياسية محافظة.
جزء من حملة أوسع لتغيير المؤسسات الحقوقية
محاولة تغيير قيادة لجنة الحقوق المدنية تتماشى مع تحركات أوسع من ترامب:
تعيين حرمِيت ديلون لرئاسة قسم الحقوق المدنية في وزارة العدل
إقالة ديموقراطيين من لجنة تكافؤ فرص العمل
الدفع نحو تقليص برامج التنوع والمساواة في المؤسسات الفيدرالية
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
اللجنة، المنقسمة بالتساوي بين الديمقراطيين والجمهوريين، لم تصوت بعد على القرار. وقد تتضح الصورة خلال اجتماعها القادم، بينما تستعد غارزا لمقاومة أي محاولة “غير قانونية” لعزلها.
خاتمة: الحقوق المدنية على مفترق طرق
محاولة ترامب لتغيير قيادة اللجنة تُعد اختباراً جديداً لاستقلالية المؤسسات الفيدرالية، وقد تشكل منعطفاً حاسماً في مسار حماية الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
