برشلونة وباريس سان جيرمان الليلة وذكريات “الريمونتادا”

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم الليلة إلى ملعب “مونتجويك” في كتالونيا، حيث يستضيف برشلونة نظيره باريس سان جيرمان في مواجهة نارية بدوري أبطال أوروبا، مواجهة تحمل بين طياتها ذكريات لا تُنسى من التاريخ الحديث للبطولة، وعلى رأسها “الريمونتادا” الأسطورية التي لا يزال صداها يتردّد حتى اليوم.

صراع جديد.. بذكريات قديمة

تاريخ مواجهات الفريقين في دوري الأبطال مليء بالدراما، لكن تبقى ريمونتادا 2017 أبرز المشاهد، حين قلب برشلونة تأخره برباعية نظيفة في “حديقة الأمراء” إلى فوز إعجازي 6-1 على كامب نو، لتُكتب واحدة من أعظم الليالي الأوروبية. ورغم ذلك، جاء رد باريس لاحقاً بإقصاء برشلونة في نسخ تالية، ليؤكد أن الصراع بين العملاقين لم ولن يكون من طرف واحد.

برشلونة.. ثقة متجددة رغم الغيابات

الفريق الكتالوني يدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد فوزه الأخير في الدوري الإسباني على ريال سوسيداد، لكن الغيابات تفرض نفسها، حيث يفتقد المدرب تشافي لهدافه البرازيلي رافينيا، بجانب الحارس البديل خوان غارسيا. ومع ذلك، يملك برشلونة عناصر هجومية قادرة على صناعة الفارق، على رأسهم لامين يامال والبولندي ليفاندوفسكي، بالإضافة إلى الوسط الذي يقوده جافي ودي يونج.

باريس سان جيرمان.. طموح إنريكي في العودة

على الجانب الآخر، يدخل باريس سان جيرمان المباراة وهو متصدر الدوري الفرنسي، بقيادة مدرب يعرف جيداً أجواء الكامب نو سابقاً وهو لويس إنريكي، الذي صنع أمجاد برشلونة من قبل. الفريق الباريسي يعاني أيضاً من بعض الغيابات أبرزها القائد ماركينيوس والجناح عثمان ديمبيلي، لكن وجود كيليان مبابي يمنحه دائماً بطاقة تهديد حقيقية لأي دفاع في العالم.

مباراة تكتيكية من العيار الثقيل

من المتوقع أن تشهد المواجهة صراعاً تكتيكياً مثيراً بين تشافي وإنريكي، حيث يسعى الأول لإثبات أن برشلونة قادر على العودة بقوة إلى منصة المجد الأوروبي، بينما يطمح الثاني في قيادة باريس لتخطي أحد أكبر العوائق التي واجهها تاريخياً في البطولة.

الجماهير في الموعد

الجماهير الكتالونية تتسلح بالذاكرة، وتمني النفس بتكرار ريمونتادا جديدة أو على الأقل فرض الهيمنة على ملعبها، بينما جماهير باريس تأمل أن يتجنب فريقها سيناريوهات الماضي وأن يثبت أن “الريمونتادا” كانت مجرد لحظة استثنائية لا تتكرر.

مواجهة الليلة ليست مجرد مباراة في ربع نهائي دوري الأبطال، بل هي فصل جديد في كتاب طويل من المنافسة المشحونة بالدراما، بالذكريات، وبالنجوم الكبار. وبين حلم برشلونة بالعودة وأمل باريس في الثبات، ينتظر الجميع معرفة من سيكتب التاريخ هذه المرة.