تصاعدت حدة الانتقادات داخل الولايات المتحدة ضد سياسات إسرائيل في قطاع غزة، حيث وجّه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين اتهامات مباشرة لحكومة بنيامين نتنياهو بارتكاب “تطهير عرقي” بحق الفلسطينيين. وجاء ذلك عقب جولة ميدانية لعضوي الشيوخ كريس فان هولن وجيف ميركلي شملت غزة والضفة الغربية وإسرائيل والأردن ومصر. وأكد الديمقراطيون في تقرير مفصل أن إسرائيل تستخدم الغذاء كسلاح حرب، وتفرض عقوبات جماعية على المدنيين، وتقيّد وصول المساعدات الإنسانية. وطالبوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه هذه الممارسات، مؤكدين أن الصمت الأمريكي والدولي يفاقم الكارثة الإنسانية ويعزز سياسة العقاب الجماعي التي تحوّل حياة الفلسطينيين إلى مأساة يومية.
عقاب جماعي ومعاناة إنسانية
أوضح التقرير أن القيود الإسرائيلية المشددة على المساعدات الإنسانية أدت إلى تجويع سكان غزة وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة. وأشار فان هولن وميركلي إلى أن مشاهداتهما خلال زياراتهما لمعبر رفح من الجانب المصري وكرم أبو سالم، إضافة إلى الممر الأردني، تكشف حجم المأساة. وأكدا أن حكومة نتنياهو تجاوزت مجرد استهداف حركة حماس، لتفرض عقابًا جماعيًا على جميع سكان القطاع، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني. وبحسب ما ورد في صحيفة “ذا هيل”، فإن هذه السياسة الممنهجة تهدف إلى إضعاف المجتمع الفلسطيني بأكمله، وتوظيف الحصار والتجويع كأدوات في الحرب.
سياسة تطهير عرقي ممنهجة
شدّد ميركلي على أن أهداف حكومة نتنياهو لم تعد خفية، فهي تتجه نحو تطهير غزة عرقيًا عبر حملة واسعة من التدمير والحرمان. وأشار إلى ما رآه من دمار شامل في رفح، التي تحولت إلى أنقاض، فضلًا عن شهادات خبراء أكدوا حرمان الفلسطينيين من الغذاء والماء والدواء والمأوى بصورة منظمة. وفي الضفة الغربية، اطّلع الوفد على تصاعد عنف المستوطنين المتطرفين ضد المدنيين، بما في ذلك الهجمات التي استهدفت مجتمعات مسيحية في بلدة الطيبة، حيث التقى السناتوران بعائلات أمريكية فقدت أقاربها في تلك الاعتداءات الوحشية.
اقرأ أيضاً
تصعيد دبلوماسي.. الإمارات تدعم قطر وتواجه الاستفزازات الإسرائيلية
دعوة لموقف أمريكي ودولي حازم
خلال جولتهما، أجرى السيناتوران محادثات مع مسؤولين حكوميين ومنظمات إغاثية وحقوقية، وأكدا أن استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل يفاقم المأساة الإنسانية. ودعوا الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في سياساتها ووقف تواطؤها مع ما وصفوه بالكارثة الإنسانية المستمرة. كما ناشدوا المجتمع الدولي للتوحد من أجل إيقاف الفظائع بحق الفلسطينيين، مؤكدين أن الوقت حان لاتخاذ خطوات عملية تضع حدًا لاستخدام التجويع والدمار كسلاح حرب، وأن التقاعس عن ذلك يعني السماح بمواصلة سياسة الإبادة والتطهير العرقي.
