تقارير التسلح

أنقرة تُحدث أسطولها الجوي: طائرات النقل التركية C-130J تخضع لصيانة شاملة في بريطانيا

بدأت أنقرة تنفيذ واحدة من أبرز خطوات تحديث أسطولها العسكري الجوي، من خلال إرسال 12 طائرة نقل من طراز C-130J Hercules إلى المملكة المتحدة لإجراء صيانة وتطوير شاملين. فقد أكدت شركة Marshall Aerospace البريطانية، ومقرها كامبريدج، استقبال الطائرات ضمن عقد متعدد السنوات مع وزارة الدفاع التركية يهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية وتعزيز الجاهزية الفنية. ويأتي المشروع في وقت تكثف فيه تركيا جهودها لتحديث معداتها العسكرية وتوسيع قدراتها الاستراتيجية في مجال النقل الجوي، بما يتماشى مع طموحاتها في الاكتفاء الذاتي الدفاعي والتعاون الصناعي مع الحلفاء الأوروبيين.

 

تعاون تركي–بريطاني لتعزيز القدرات الجوية

 

قالت شركة Marshall Aerospace إنها بدأت فعليًا في استقبال طائرات سلاح الجو التركي لتنفيذ برنامج صيانة شامل، يتضمن تحديثات تقنية وهيكلية لضمان إطالة عمر الطائرات وتحسين أدائها. ويُعد هذا المشروع واحدًا من أكبر العقود الدفاعية الثنائية بين البلدين في مجال الطيران العسكري. وتهدف تركيا من خلاله إلى تعزيز قدراتها اللوجستية ونقل الخبرات الفنية إلى كوادرها المحلية، بينما تستفيد بريطانيا من توسيع نطاق التعاون الصناعي والدفاعي مع شريك إقليمي مؤثر داخل حلف شمال الأطلسي “الناتو“.

 

تحديثات هيكلية ودعم فني شامل

 

أوضحت وزارة الدفاع التركية في مؤتمرها الأسبوعي أن الاستعدادات لعملية التحديث بدأت رسميًا، مشيرةً إلى أن البرنامج يشمل صيانة دورية وتعديلات هيكلية رئيسية، على رأسها استبدال صندوق الجناح المركزي (Center Wing Box) لضمان استمرارية التشغيل الآمن للطائرات. ويتضمن الاتفاق كذلك برامج تدريب متقدمة للأطقم الفنية التركية على أعمال الصيانة والإصلاح، إضافة إلى دعم لوجستي طويل الأمد يتيح تنفيذ أعمال الصيانة المستقبلية داخل تركيا، ما يُسهم في تقليص الاعتماد على الدعم الأجنبي وتعزيز القدرات الوطنية في مجال الطيران العسكري.

 

خطوة نحو الاكتفاء الذاتي في صيانة الطائرات

 

ووفقًا للعقد، سيتم تسليم الطائرات تدريجيًا إلى تركيا عقب الانتهاء من عمليات التحديث في المملكة المتحدة، بينما ستُجرى في المراحل اللاحقة الصيانة الدورية داخل البلاد بعد استكمال برامج التدريب. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة أنقرة لتجديد أسطولها الجوي، إذ يمتلك سلاح الجو التركي 19 طائرة من طراز C-130 (6 من النسخة B و13 من النسخة E)، إلى جانب طائرات Airbus A400M Atlas الحديثة، التي تُستخدم في مهام النقل الثقيل بعيدة المدى. ويؤكد هذا المشروع توجه أنقرة نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي وتوطين الصناعات الدفاعية ذات التقنية العالية.

 

دلالات استراتيجية لتعزيز مكانة أنقرة داخل الناتو

 

لا يقتصر هذا التعاون على البعد الفني فحسب، بل يعكس أيضًا رغبة تركيا في الحفاظ على حضورها داخل الناتو وتعزيز صورتها كشريك دفاعي موثوق. فبينما تسعى أنقرة لتوسيع صناعاتها الدفاعية المحلية، فإن تعاونها مع شركات أوروبية كبرى مثل Marshall Aerospace يضمن لها موازنة دقيقة بين التطوير الوطني والانفتاح على التكنولوجيا الغربية. ويرى محللون أن هذه الشراكات تُسهم في دعم موقع تركيا كجسر دفاعي بين الشرق والغرب، وتمنحها مرونة استراتيجية في ظل التحديات الجيوسياسية الإقليمية الراهنة.

اقرأ أيضاً

حرارة قاتلة داخل دبابات K1 الكورية الجنوبية… أطقم تواجه مخاطر بلا تبريد

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى