عربي وعالمي

تصعيد إسرائيلي مكثف في غزة قبل محادثات وقف إطلاق النار

نحو 90 قتيلاً في قصف عنيف وسط مؤشرات على اقتراب التوصل إلى هدنة

في تصعيد غير مسبوق منذ أشهر، شنت إسرائيل سلسلة من أعنف هجماتها على قطاع غزة، مستهدفة مواقع متفرقة من خلال القصف الجوي والمدفعي والبحري، وذلك قبل ساعات من اجتماع مرتقب لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لبحث مقترح لوقف إطلاق النار.

يأتي هذا التصعيد وسط بوادر انفراجة دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة، مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبول إسرائيل لمبادرة تهدئة تتضمن هدنة مبدئية لمدة 60 يوماً.

لكن على الأرض، المشهد لا يزال دامياً، مع مقتل نحو 90 فلسطينياً خلال ليلة واحدة، معظمهم من النساء والأطفال. بينما تستمر الأطراف الدولية في محاولة رأب الصدع بين الأطراف المتصارعة.

 

قصف مميت يسبق المفاوضات

قُتل ما لا يقل عن 90 فلسطينياً منذ مساء الأربعاء، وفقاً لمصادر طبية ورسمية في غزة، في واحد من أعنف الأيام منذ بداية الحرب. واستهدفت الضربات مستشفيات ومدارس ومراكز إيواء، منها قصف طال مدرسة مصطفى حافظ بحي الرمال، أسفر عن مقتل 12 نازحاً.

ومن بين القتلى الدكتور مروان السلطان، مدير مستشفى إندونيسي شمال غزة، الذي سقط مع زوجته وأطفاله الخمسة في غارة جوية.

 

بوادر تهدئة رغم العنف

رغم التصعيد، ارتفعت الآمال بشأن التوصل إلى هدنة، بعد إعلان ترامب أن إسرائيل وافقت مبدئياً على مقترح وقف إطلاق نار. يشمل انسحاباً جزئياً من غزة وإطلاق سراح رهائن لدى حماس مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين.

ومن المقرر أن ترد حماس على المبادرة خلال يوم الجمعة، وسط انقسام داخل الحركة بين القيادة السياسية في الخارج التي تؤيد التهدئة، والعسكريين في الداخل الذين يفضلون استمرار القتال.

 

تعقيدات على الأرض ومعاناة إنسانية

على الرغم من تخفيف جزئي للحصار، لا تزال الإمدادات الإنسانية محدودة للغاية. وسط تقارير عن مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية.

وأفادت مصادر فلسطينية بمقتل 45 شخصاً قرب مراكز توزيع تابعة لمؤسسة “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة إسرائيلياً وأمريكياً. بينما لقي خمسة آخرون حتفهم أثناء توجههم لتسلُّم مساعدات.

 

حسابات سياسية تحكم المعركة. 

يرى محللون أن النجاح العسكري الإسرائيلي في الحرب القصيرة ضد إيران مؤخراً عزز موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخلياً.

وقلل من اعتماده على حلفائه اليمينيين المتشددين، ما يمنحه هامشاً أوسع للتفاوض مع حماس. وتشير استطلاعات الرأي إلى رغبة غالبية الإسرائيليين في إنهاء الحرب واستعادة الرهائن.

 

تفاصيل المبادرة المطروحة. 

المقترح الذي يجري تداوله ينص على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح 10 رهائن من بين 50 لا يزالون محتجزين لدى حماس. وإدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق، وتبادل أسرى، إضافة إلى انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من القطاع.

ووفق دبلوماسيين مطّلعين، فإن المبادرة تنص على إدارة غزة من قبل شخصيات فلسطينية غير سياسية بعد الهدنة.

 

خلافات جوهرية تهدد الاتفاق. 

لا تزال هناك خلافات كبيرة تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي؛ إذ تطالب إسرائيل بتجريد حماس من سلاحها ونفي قياداتها من غزة.

بينما تصر حماس على ضمانات بوقف دائم للعدوان. وتبقى هذه الملفات مرهونة بنتائج محادثات واشنطن المرتقبة، التي سيلتقي خلالها نتنياهو بالرئيس ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين.

 

حصيلة مروعة للحرب. 

منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بعد هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1,219 شخصاً واختطاف 251 آخرين.

ردت إسرائيل بحملة عسكرية مكثفة أودت بحياة أكثر من 57 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، حسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة، التي تعتبر موثوقة من قبل الأمم المتحدة والعديد من الحكومات الغربية.

اقرأ ايضا

قلوب الظلام: وثائقي عن صدمة سينمائية تحولت إلى أسطورة

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى