الفلبين تكشف عن أولى طائراتها المسيّرة القتالية محلية الصنع

أعلن مركز البحوث والتطوير التابع للقوات الجوية الفلبينية عن إنجاز عسكري جديد يتمثل في كشف النقاب عن أولى الطائرات المسيّرة القتالية المصنعة محليًا. ويأتي هذا التطوير في إطار برنامج القدرات الدفاعية المستقلة (SRDP)، الذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على الأنظمة المستوردة وتعزيز قدرات الجيش الوطني. هذه الطائرات، المجهزة بأسلحة موجهة وبتقنيات مراقبة متقدمة، تشكل إضافة نوعية لقدرات القوات المسلحة الفلبينية، خصوصًا في مجال مكافحة التمرد وحماية الحدود. الإعلان يضع الفلبين ضمن قائمة الدول التي تستثمر بقوة في الحرب الحديثة القائمة على أنظمة الطائرات بدون طيار.
طائرتان جديدتان: AMOC و MAOY
الطائرتان الجديدتان تحملان اسم Air Military Ordnance Carrier (AMOC) وMilitary Air Ordnance Yielder (MAOY). الأولى طائرة مسيّرة ذات جناح ثابت مخصصة للاستطلاع وتنفيذ ضربات دقيقة، بينما الثانية تعتمد على أجنحة دوّارة وتستخدم لنقل الذخائر ورميها مباشرة بفضل التحكم عبر الرؤية المباشرة (FPV). كلا النموذجين صُمّما بأيادٍ فلبينية بالكامل، بما في ذلك الهندسة والتجهيز التقني، في تأكيد على الكفاءات المحلية المتنامية في مجال صناعة الدفاع.
قدرات قتالية متقدمة
تعتبر AMOC أول طائرة مسيّرة قتالية بجناح ثابت من صنع محلي، كما يعد MAOY أول طراز قتالي بجناح دوّار تطوره القوات الجوية الفلبينية للاستخدام الفعلي في الميدان. هذه القدرات لا تعزز فقط القوة النارية للقوات، بل توفر أيضًا حلولًا اقتصادية مقارنة بالمنظومات الأجنبية المكلفة. ويُتوقع أن تلعب هذه الطائرات دورًا محوريًا في دعم المهام القتالية الداخلية ومكافحة الجماعات المسلحة.
خصائص تشغيلية متنوعة
الطائرة MAOY، وهي من طراز رباعي المراوح، قُدّمت في صور حديثة وهي تحمل قنابل صغيرة مثبتة أسفل هيكلها، ما يجعلها مثالية للعمليات الميدانية المباشرة. بفضل نظام التحكم المرئي، تتيح هذه المسيّرة للقوات دقة عالية في الاستهداف مع مراقبة لحظية أثناء الطيران. من جانبها، أثبتت AMOC خلال اختبار ميداني حديث قدرتها على تنفيذ طلعات بعيدة المدى بفضل كفاءتها في التحليق لفترات أطول، ما يمنح الجيش مرونة أكبر في تنفيذ المهام الاستراتيجية.

أبعاد استراتيجية إقليمية
يمثل إدخال هذه الطائرات القتالية في الخدمة نقلة نوعية لمرونة القوات المسلحة الفلبينية، خصوصًا في عمليات مكافحة التمرد وتعزيز الأمن الحدودي. كما يتزامن هذا التطوير مع تزايد الاهتمام الإقليمي في جنوب شرق آسيا باستخدام الأنظمة غير المأهولة في الحروب الحديثة. وبذلك، تسعى الفلبين إلى ترسيخ مكانتها ضمن الدول القادرة على دمج تكنولوجيا الطائرات المسيّرة في بنيتها الدفاعية، بما يضمن مواكبة التحولات المتسارعة في طبيعة الصراعات العسكرية عالميًا.
