شهدت أسواق الصرف السعودية، اليوم تغيرات ملحوظة في أسعار العملات الأجنبية أمام الريال السعودي، وذلك وفقًا لبيانات تداولات السوق المحلية والبنوك الكبرى في المملكة.
التغيرات شملت العملات الرئيسية، أبرزها الدولار الأمريكي، اليورو، الدينار الكويتي، والدينار البحريني، حيث سجّلت بعضها ارتفاعًا، فيما تراجعت أخرى بشكل طفيف، مع محافظة بعض العملات على استقرار نسبي.
ارتفاع الدولار الأمريكي أمام الريال السعودي
سجّل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا أمام الريال السعودي، حيث بلغ سعر الصرف 0.26 دولار لكل ريال سعودي، مقارنة بسعر أقل في الأسبوع الماضي.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب على الدولار عالميًا، بالتزامن مع بيانات اقتصادية إيجابية صادرة عن الولايات المتحدة، خاصة في قطاع العمالة والتصنيع، مما دعم قوة العملة الأمريكية في الأسواق العالمية، بما في ذلك السوق السعودي.
تراجع طفيف لليورو
في المقابل، شهد اليورو الأوروبي انخفاضًا طفيفًا في قيمته مقابل الريال، ليبلغ 0.22 يورو لكل ريال سعودي، في ظل استمرار المخاوف بشأن أداء الاقتصاد الأوروبي.
ويأتي هذا التراجع في سياق أزمة ثقة المستثمرين في منطقة اليورو، نتيجة تباطؤ النمو في عدد من الدول الأوروبية، ما أثر على أداء العملة الموحدة، وجعلها أقل جاذبية مقارنة بالدولار والعملات الخليجية المرتبطة به.
الدولار الأسترالي والريالات الخليجية في مسار مستقر
أما الدولار الأسترالي، فسجل اليوم سعر 0.40 دولار أسترالي لكل ريال سعودي، دون تغير كبير عن جلسات التداول السابقة.
كما بقي الدرهم الإماراتي والريال القطري في نطاقهما الطبيعي، عند 0.97 درهم إماراتي و0.96 ريال قطري مقابل الريال السعودي، ما يعكس استقرار العلاقات النقدية بين دول مجلس التعاون الخليجي، واستمرار ارتباط أغلب العملات الخليجية بالدولار.
الدينار الكويتي يحافظ على مكانته كأقوى العملات
لا يزال الدينار الكويتي يتصدر قائمة أقوى العملات الأجنبية مقابل الريال السعودي، حيث سجّل اليوم 0.08 دينار لكل ريال سعودي، أي أن الدينار يعادل 12.5 ريال سعودي تقريبًا.
هذا التفوق في القوة الشرائية للدينار الكويتي يعود إلى سياسته النقدية المحافظة، واحتياطاته القوية، إضافة إلى ارتباطه بسلة عملات بدلاً من ارتباط مباشر بالدولار فقط، ما يمنحه مرونة نسبية أمام تقلبات السوق.
الدينار البحريني يحافظ على استقراره
وبالنسبة إلى الدينار البحريني، فقد حافظ على استقراره أمام الريال السعودي عند 0.096 دينار لكل ريال سعودي، وهو ما يعكس حالة من التوازن النقدي بين البلدين، خاصة في ظل التعاون الاقتصادي الوثيق داخل مجلس التعاون الخليجي.
قراءة تحليلية: ما وراء تغيرات أسعار الصرف؟
يرى محللون اقتصاديون أن التغيرات الحالية تعكس تحركات الأسواق العالمية، والتفاعل مع بيانات اقتصادية مؤثرة مثل أسعار الفائدة الأمريكية، وتقارير التضخم، وكذلك تطورات أسواق الطاقة.
ويُشير خبراء في سوق الصرف إلى أن الريال السعودي يواصل أداءه المستقر مدعومًا بربطه بالدولار الأمريكي، واحتياطيات نقدية قوية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، إلى جانب سياسة نقدية صارمة تضمن ثبات الأسعار في الأجل المتوسط.
نظرة مستقبلية
في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، من المرجح أن تستمر تقلبات أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال السعودي خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب صدور بيانات جديدة عن أسعار الفائدة في أمريكا وأوروبا، واستمرار التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على حركة رؤوس الأموال.
لذلك يُنصح المستثمرون والمستهلكون بمتابعة تحديثات أسعار الصرف أولاً بأول، خاصةً عند التحويل أو التعاملات التجارية الدولية، لتفادي أي خسائر محتملة نتيجة تقلبات السوق.
اقرأ أيضاً:
استقرار أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 31 يوليو 2025 بعد موجة هبوط
