قمه طارئة في الدوحة: الخليج يطالب ترامب بلجم إسرائيل بعد محاولة اغتيال وفد حماس

في تطور إقليمي خطير، عقد قادة مجلس التعاون الخليجي قمة طارئة في قطر على خلفية المحاولة الإسرائيلية غير المسبوقة لاغتيال وفد من مفاوضي حركة حماس في الدوحة، والتي أسفرت عن مقتل خمسة مسؤولين بينهم نجل رئيس المكتب السياسي للحركة في المنفى.
نداء مباشر إلى واشنطن
الأمين العام للمجلس، جاسم محمد البديوي، أكد أن دول الخليج تتوقع من الولايات المتحدة استخدام نفوذها المباشر على إسرائيل لوقف “هذا السلوك العدواني”، مضيفًا: “لقد آن الأوان لأن يُستخدم هذا النفوذ”.
وجاء هذا الموقف وسط خيبة خليجية متزايدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي بدت مترددة في مواجهة خطوات إسرائيلية يعتبرها القادة العرب محاولة لتكريس واقع استعماري جديد.
موقف قطري صارم
أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وصف الهجوم بأنه “اعتداء جبان وغادر على سيادة قطر”، مؤكدًا أن إسرائيل تمارس “جرائم بلا حدود” تحت غطاء الديمقراطية المزعوم.
تفعيل الدفاع المشترك
البيان الختامي للقمة أشار إلى تكليف القيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون باتخاذ “الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية”. وهي خطوة نادرة، إذ لم تُفعّل هذه الآلية سوى مرتين من قبل: عام 1991 ضد العراق، وعام 2011 أثناء احتجاجات الربيع العربي.
غياب العقوبات المباشرة
ورغم التصعيد الكلامي، لم يتضمن البيان أي خطوات اقتصادية أو سياسية عقابية ضد إسرائيل، مثل تعليق اتفاقات أبراهام الموقعة عام 2020. ويُنظر إلى هذا التريث على أنه محاولة لعدم الانجرار نحو انهيار كامل في العلاقات العربية-الإسرائيلية، وهو ما تسعى واشنطن لمنعه.
قلق من ازدواجية ترامب
كشفت تقارير إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أطلع ترامب مسبقًا على العملية ضد قطر، وهو ما زاد من غضب قادة الخليج الذين يرون أن البيت الأبيض يتغاضى عن سلوك إسرائيلي يهدد بإشعال المنطقة.
تضامن إقليمي واسع
القمة شهدت حضورًا لافتًا لقادة عرب ومسلمين، بما في ذلك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي حذر من أن أفعال إسرائيل “تقضي على فرص أي اتفاقات سلام جديدة وتنسف القائمة منها”.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان شدد على أن “لا دولة عربية أو إسلامية في مأمن من هجمات إسرائيل”، داعيًا إلى توحيد الصفوف.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فاعتبر أن الهجوم على وفد حماس في قطر رفع “بلطجة إسرائيل إلى مستوى غير مسبوق”.
الإمارات بين الضغوط والحذر
قطر ضغطت قبل القمة على الإمارات لاتخاذ خطوة رمزية مثل طرد السفير الإسرائيلي، لكن البيان اكتفى بتأكيد الشيخ منصور بن زايد أن “قطر ليست وحدها” وأن الموقف العربي والإسلامي الموحد “يجب أن يقود إلى التغيير”.
البعد الأعمق: استهداف فكرة التفاوض
الرئيس اللبناني جوزيف عون لخص القراءة الأوسع للهجوم بقوله: “الهدف لم يكن اغتيال المفاوضين فحسب، بل القضاء على فكرة التفاوض نفسها”.