ترامب في بريطانيا: مجاملة وبريق احتفالي مع الملك وكير ستارمر

استقبل الملك تشارلز الثالث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة رسمية إلى بريطانيا، تخللها احتفالات رسمية وعروض بديعة، وسط توقيع صفقة تكنولوجية وتجنب الخلافات الكبرى مع رئيس الوزراء كير ستارمر. الزيارة ركزت أكثر على إرضاء ترامب وإظهار الامتنان له، مقارنة بتحقيق اختراقات سياسية ملموسة.
استعراض ملكي وبهرجة بريطانية
شهدت الزيارة عروضًا مذهلة، من عربات مزخرفة وفرق غرينادير العسكرية، إلى عروض جوية ومظليات تحمل الأعلام، بما يعكس اهتمام ترامب بالظهور الملكي والتقدير الشخصي. وقد شعر ترامب بالرضا عن هذا الاستقبال الفخم، معتبرًا أن الزيارة كانت فرصة للتحقق من مكانته على الساحة الدولية، لا سيما في بلد تربطه به علاقات أسرية وتاريخية.
صفقة التكنولوجيا: نجاح محدود لبريطانيا
ركز ستارمر على الإعلان عن شراكة تكنولوجية مع الولايات المتحدة كأهم فائدة اقتصادية للزيارة، مع وعود باستثمارات كبيرة في المملكة المتحدة. من جهته، كان ترامب أكثر تهكمًا، مشيرًا إلى أنه إذا لم تكن الصفقة ناجحة للولايات المتحدة، فإنه سيلقي اللوم على وزير الخزانة سكوت بيسنت. كما تجاهل ترامب تقريبًا الجهود البريطانية في تخفيض الرسوم الجمركية على الصادرات الحيوية مثل الفولاذ والويسكي الأسكتلندي.
الأمن والسياسة الخارجية: غياب الالتزامات الجديدة
لم يعلن ترامب أي دعم إضافي لقضايا الأمن التي تهم بريطانيا، بما في ذلك الحرب الروسية على أوكرانيا أو الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة. وأقر بخلافه مع ستارمر حول الاعتراف بدولة فلسطينية، لكنه فعل ذلك بأسلوب دبلوماسي دون حدة، ما يعكس رغبته في عدم إحراج مضيفيه.
الاحتفالات مقابل المضمون: جدلية التكلفة
وصفت بعض الأصوات السياسية الصفقة التكنولوجية بأنها “مرور أحادي” لمصلحة الشركات الأمريكية، إذ ستستفيد هذه الشركات من البنية التحتية البريطانية أكثر من استفادة المملكة المتحدة. في المقابل، أعطت الاتفاقيات النووية المدنية البريطانية بعض المكاسب، بما في ذلك موقع تنافسي في سوق المفاعلات الصغيرة المعيارية الصديقة للبيئة.
مواجهة ترامب: المجاملة أفضل من الخلاف
رغم استعراض ترامب لهجماته على الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن وانتقاداته للوضع الداخلي البريطاني، بما في ذلك الهجرة، حافظ كل من ستارمر والملك على موقف هادئ. وصف ستارمر ترامب بأنه “صديق”، بينما التزم الملك بتقديم الضيافة الرسمية واللباقة، في محاولة لتجنب أي مواجهة مباشرة.
مجاملة تكلف لكنها تحمي
تظهر الزيارة أن المجاملة والبريق الاحتفالي قد يكونان أفضل استراتيجية لبريطانيا في التعامل مع ترامب، حتى لو جاء ذلك على حساب الجدوى السياسية المباشرة. في النهاية، يبدو أن الهدف الرئيس هو إبقاء الرئيس الأمريكي على الجانب الإيجابي، مع تقديم صورة قوية من الاحتفاء الملكي والدبلوماسي.



