بعد إعلان الرئيس ترامب الواسع عن الرسوم الجمركية، يقيّم المتسوقون في جميع أنحاء الولايات المتحدة عمليات الشراء الفورية مقابل ارتفاعات الأسعار المحتملة. وفقًا لتقرير نيويورك تايمز

يبدأ الشراء بدافع الذعر مع اقتراب الرسوم الجمركية

في عطلة نهاية الأسبوع الأولى بعد إعلان الرئيس ترامب الشامل عن الرسوم الجمركية العالمية، سارع العديد من الأمريكيين إلى المتاجر في محاولة لتجنب زيادات الأسعار المحتملة. من الإلكترونيات إلى الضروريات اليومية، سعى المتسوقون إلى إجراء عمليات شراء سريعة ومدروسة قبل أن تُفرض التكاليف الجديدة.

كانت شارلين وفيل ويلينغهام، زوجان متقاعدان من ضواحي شيكاغو، يخططان لتحديث أجهزة مطبخهما القديمة تدريجيًا. لكن الأخبار المفاجئة عن الرسوم الجمركية غيّرت كل شيء.

قالت السيدة ويلينغهام: “كنا سنأخذ وقتنا. لكن الآن، وبسبب هذه الرسوم، أريد الحصول عليها قبل أي زيادات في الأسعار”.

شهدت سلاسل البيع بالتجزئة الكبرى ارتفاعًا في المبيعات. في المتاجر الكبيرة مثل كوستكو ووول مارت، أُفرغت رفوف العديد من المتاجر من قِبل المتسوقين المتلهفين لتخزين السلع الأساسية. قالت شالي سانتوس، البالغة من العمر 28 عامًا، إنها شعرت برغبة في الشراء بكميات كبيرة بعد أن رأت آخرين يفعلون الشيء نفسه في متجر كوستكو المحلي في مارينا ديل ري، كاليفورنيا.

وقالت وهي تملأ حاجتها من الماء والصابون وغسول الفم: “الذعر كافٍ لجعلني أرغب في الشراء”.

أظهر بعض المتسوقين الصبر والثقة.

ليس كل الأمريكيين يشعرون بالذعر. أعرب آخرون عن ثقتهم بأن أي زيادات في الأسعار ستكون مؤقتة وأن الاستراتيجية الاقتصادية الأوسع للرئيس ستؤتي ثمارها.

قال جريج هاريس، البالغ من العمر 61 عامًا، وهو يتسوق في وول مارت في ناشفيل: “أنا واثق من أن الوضع سيتحسن”. وهو يعتقد أن الآثار قصيرة المدى ستتوازن في النهاية.

ارتباك وقلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية

على الرغم من اختلاف ردود الفعل، إلا أن الجميع تقريبًا شاركوا شعورًا بعدم اليقين. مع فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الأقل على السلع المستوردة – بل ونسب أعلى على بعض الدول – كان الكثيرون غير متأكدين من السلع التي ستتأثر بشدة أو متى.

قال ميتشل كوابيك، 28 عامًا، أثناء تسوقه لشراء هدية عيد ميلاد في ميلووكي: “هناك الكثير من الأشياء التي تُثير القلق في الوقت الحالي”.

حذّر خبراء اقتصاديون من أن هذه الرسوم الجمركية ستنتقل على الأرجح إلى المستهلكين. وقد تفاعلت أسواق الأسهم بالفعل مع خسائر فادحة، ويشهد بعض الأمريكيين تضاؤلًا في حسابات تقاعدهم.

الآراء السياسية تُشكّل ردود فعل التسوق

غالبًا ما انقسمت ردود الفعل على الرسوم الجمركية على أسس سياسية. في متجر آبت للإلكترونيات في جلينفيو، إلينوي، سارع الناخبون الديمقراطيون، مثل لورا بابا، إلى شراء الأجهزة المنزلية الرئيسية.

قالت السيدة بابا: “كنا نأمل الانتظار حتى الصيف، ولكن بعد ذلك حدثت هذه الكارثة. من الأفضل أن تشتري ما تحتاجه قبل أن ترتفع الأسعار”.

آخرون، مثل تاميلا بلين في مارينا ديل راي، كانوا قلقين حتى قبل تولي ترامب منصبه. سارعت لشراء سيارة هيونداي رياضية متعددة الاستخدامات لتجنب الزيادات المتوقعة، وعادت مؤخرًا إلى كوستكو لتخزين المؤن مرة أخرى – على الرغم من ضائقتها المالية.

وأقرت قائلةً: “شعرت بالذعر عندما وصلت إلى هناك. لكنني شعرتُ بضرورة الهدوء، لأنني ما زلتُ أدفع ثمن المشتريات”.

مؤيدو ترامب يتمسكون بالرسوم الجمركية

لم يُبدِ مؤيدو ترامب الذين تمت مقابلتهم انزعاجًا كبيرًا من التغييرات. ووصف ديكسون ويذرسبون، 66 عامًا، وهو يتجول في متجر تارغت في ناشفيل، الرسوم الجمركية بأنها خطوة ضرورية.

وقال: “ستكون الرسوم الجمركية مؤلمة على المدى القصير، لكنها ستكون رائعة على المدى الطويل”.

وأكد جيه جيه كينيدي، صاحب شركة تصميم في ميلووكي، هذا الرأي. ورغم إقراره بعدم اليقين في قطاع البناء، إلا أنه توقع من الناس التكيف.

وقال: “سيدفع الناس الفرق”. المخزون هنا منخفض جدًا، إنه أمر لا يُصدق.

يتزايد القلق الاقتصادي لدى الكثيرين

بعيدًا عن التوجهات السياسية، فإن القلق الأوسع بشأن التضخم وارتفاع التكاليف حقيقي. قال ألونزو باين، رائد أعمال في مجال التكنولوجيا في ميامي، إن تداعيات هذه الأزمة كانت شديدة.

“حساباتي التقاعدية، وأسهمي، ومعاش والدتي التقاعدي – كل شيء يتأثر.”

في ميلووكي، شاهدت خوانيتا نوريس اختفاء 8000 دولار من حساب تقاعدها في غضون يومين. كان هذا المبلغ مخصصًا لسيارة أطفالها.

“الآن، إذا ارتفعت الأسعار، فسيتعين علينا الانتظار.”

“الأمر كما هو”: عبارة شائعة

في متجر الأجهزة، فحص آل ويلينغهام موقدًا بستة شعلات، في محاولة لفهم المشهد الاقتصادي الجديد.

قالت السيدة ويلينغهام: “لا أرى كيف استفاد الشعب الأمريكي من ذلك”.

هز زوجها كتفيه ببساطة. “إنه كما هو”، قال.

اقرأ ايضًا:

رسوم ترامب الجمركية تهدد التجارة الحرة.. لكن العالم قد يتأقلم